بقلم-محمد بركات
بات واضحا ومكشوفا بدرجة كبيرة وجود اصرار شديد بل بالغ الشدة، من جانب الرئيس التركي »رجب طيب اردوغان» لاستغلال الحادث المؤسف لمقتل الصحفي السعودي »جمال خاشقجي» لممارسة أكبر قدر من الضغط والاستغلال السياسي علي المملكة العربية السعودية، وتوظيف هذه القضية سياسيا لابتزاز المملكة، والحاق أكبر قدر ممكن من الاضرار بها في المحيطين الاقليمي والدولي.
هذا التوظيف وذلك الابتزاز السياسي من جانب اردوغان لم يعد خافيا علي أحد الآن في المملكة أو المنطقة أو العالم، في ظل الحملة الممنهجة التي يقوم بها الجانب التركي منذ اليوم الأول للحادث وطوال الأسابيع الماضية، في محاولة واضحة للنيل من مصداقية المملكة ومكانتها،...، وذلك من خلال مجموعة من التسريبات مجهولة المصدر في البداية، ولكنها واضحة الغرض في التعريض بالمملكة وقيادتها.
وعندما احبطت المملكة هذه المحاولات، بالاعلان عن ادانتها الكاملة للحادث، باعتباره جريمة قتل مرفوضة ومستنكرة، وقامت باسناد الواقعة كلها إلي النائب العام، وأعلنت عن النتائج الأولية التي طالبت النيابة فيها بتوقيع عقوبة الإعدام علي مرتكبي الجريمة،...، لم يعجب ذلك »اردوغان» فقرر النزول بنفسه إلي الحلبة.
وفي هذا السياق ادلي اردوغان بعدة بيانات وتصريحات، يحاول فيها تحقيق ما لم تحققه التسريبات، والربط بأي وسيلة بين ما جري في الواقعة وقيادات المملكة،...، وأعلن أن لديه تسجيلات كاملة للحادث، وأنه سلم نسخا منها إلي الدول الغربية، وهو ما دفع وزير الخارجية الفرنسي لنفي ذلك، والقول بأن اردوغان يمارس لعبة سياسية، وهو ما يعني الابتزاز السياسي.
والآن.. لقد أصبح وجه المبتز اردوغان مكشوفا، كما أصبح واضحا بشكل سافر أن محاولاته هو وبعض القوي المتربصة بالمملكة لن تتوقف، في حملتها الممنهجة للضغط علي السعودية وابتزازها، مستغلين الجريمة المستنكرة،...، وهو ما يستوجب المساندة القوية من العرب عامة ومصر علي وجه الخصوص للمملكة، في مواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها، والتي بات واضحا انها تتجاوز كثيرا الأسف والتفاعل الانساني علي الضحية أو الدفاع عن حقوق الانسان،...، ولكنها تستهدف في المقام الأول المملكة كدولة ونظام.
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع