بقلم-محمد بركات
أحسب أن مشاعر الأسي والألم والحزن هي التي تعتمل في نفس كل مواطن عربي الآن، وهو يتابع ماوصلت اليه الأوضاع في سوريا الشقيقة، وما آلت اليه الأمور هناك، بعد سبع سنوات طوال من القتل والتدمير والخراب، التي جرت بلا هوادة خلال موجات وعواصف الحروب والاقتتال المستعرة علي أرضها، تحت مسميات خادعة ولأسباب ودواع ملفقة.
وأظن أن مشاعر الندم والإحساس بالذنب، هي التي يجب أن تستولي علي عقول ودواخل كل المسئولين العرب، الذين تورطوا بأي صورة من الصور في الدفع لوقوع هذه المأساة، والمساعدة في اجتياح هذا الاعصار المدمر للأراضي السورية، سواء بقصر النظر أو عمي البصيرة أو فساد الطوية وغيبة الوعي الوطني والقومي،...، ويشاركهم في ذلك ايضا كل هؤلاء الذين اغمضوا عيونهم قصدا أو كرها، عما رتب ودبر ضد الدولة العربية الشقيقة.
والناظر أو المتابع لما جري ومازال يجري في القطر السوري الشقيق، يتحسر عدة مرات وليس مرة واحدة فقط،...، مرة يتحسر وينفطر قلبه علي اعداد القتلي من الإخوة السوريين، الذين لقوا مصرعهم في أتون المذابح الدامية التي جرت هناك،..، والبالغ عددهم المليون سوري إلا قليلا.
ومرة يتحسر علي ملايين المصابين، الذين فقدوا أجزاء من اجسادهم وأعضاء من ابدانهم وسط ساحات المعارك ودوامات القتال،..، والبالغ عددهم مايزيد علي الثلاثة ملايين، بينهم الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، انضموا بالإكراه الي قافلة الحالات الانسانية المثيرة للألم.
وثالثة ليتحسر فيها علي ما يقارب الستة ملايين مواطن سوري، اضطروا الي مغادرة بلادهم فرارا من الموت وبحثا عن النجاة، وتشتتوا في بلاد الدنيا، في اوروبا وآسيا والمنطقة العربية ليصبحوا مجرد لاجئين مؤقتين أو دائمين.
ومرات أخري يتحسر علي الكم الهائل من الدمار والخراب، الذي حاق بسوريا الجميلة التي كانت درة الشام، وتحولت الي خراب يباب تحت قصف الطائرات ونيران المدافع.
أما ما يحدث الآن وما نراه من تقرير وتحديد لمصير سوريا ومستقبلها، من جانب روسيا وامريكا وايران وتركيا وغيرهم، وفي غيبة كاملة وتامة للعرب.. فهذه هي الحسرة الكبري علي النكبة السورية.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع