توقيت القاهرة المحلي 22:40:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كي لا تعود جائحة «كورونا» وأخواتها

  مصر اليوم -

كي لا تعود جائحة «كورونا» وأخواتها

بقلم: مشاري الذايدي

العقلاء يرون في التحديات والأزمات، فرصاً لاستفزاز القدرات الكامنة، غير المفعّلة، قبل حلول الأزمة.
الأزمة تحمل أضرارها التي لا تحتاج إلى شرح، فهي تفصح عن نفسها، وإلا لما اعتبرت أزمة، أو في حالتنا «جائحة» كجائحة فيروس «كورونا المستجد»، لكنها عنيت الأزمة ذاتها في تجلياتها الاقتصادية والسياسية والإدارية والنفسية والاجتماعية - لاحظوا لم أقل الصحية - تستفز الاستجابة المبدعة عليها.
من أكبر وأفدح مضارّ «كورونا المستجد» الحالية هي اختبار الكفاءة الاستيعابية الطبية لدى الدول:
هل تتحمل مستشفياتها استقبال عدد غير متوقع مسبقاً من الحالات، خاصة الحالات التي توصف بالحرجة؟ هل لديها الكوادر الكافية، من أطباء وممرضين أو فنيي المختبرات وقراءة المؤشرات، فضلاً عن الكوادر اللوجيستية والإدارية المرافقة لهذه العملية؟ وهل لديها العدد الكافي من الأسرة وغرف العناية و«أجهزة التنفس» التي صارت هي عنوان القلق لدى من يدير الشأن الصحي في الدول، كل الدول في العالم، ولاحظنا كيف احتل الحديث عن أجهزة التنفس شطراً كبيراً من مؤتمرات خلية الأزمة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب.
بعض الدول بادرت خلال الأزمة - إضافة لفرضها على الناس سياسات العزل والتباعد الاجتماعي ولزوم البيوت، وإيقاف العمل والدراسة، إلا بحدود ضيقة وعن بعد - إلى «خلق» مستشفيات سريعة واستدعاء كوادر طبية، من خلال حلول مبدعة مثل تحويل بعض المراكز التجارية أو الصالات الرياضية أو قاعات المناسبات أو الفنادق، إلى مشاف ميدانية مؤقتة، لدعم عدد الأسرة الطبية الموجودة أصلاً في المشافي العادية.
ثمة مظاهر أخرى لمصائب «كورونا»، ومنها الطلب الشديد على السلع والمواد الغذائية للتخزين، وهذا سلوك إنساني معتاد في أيام المحن، ولذلك، حسناً فعلت دول الخليج العربي في هذا الشأن. فقد أخبرتنا وزارة التجارة والصناعة الكويتية، في بيان أمس (الخميس)، أن الوزراء المعنيين في دول الخليج بحثوا الآثار الاقتصادية لوباء فيروس «كورونا المستجد» على دول الخليج. وقرّر الوزراء الموافقة على اقتراح الكويت إنشاء شبكة أمن غذائي متكاملة خليجية موحدة لتحقيق الأمن الغذائي النسبي لدول المنظومة، وتكليف الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدراسة الفنية... القرار اتخذ بعد اجتماع عن بعد لوزراء التجارة والصناعة بدول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة تأثير تفشي «كوفيد - 19» على أمن إمدادات الغذاء.
أظن أنه لا يمكن للدول في العالم، على الأقل في الأمدين القريب والمتوسط، تحمّل جائحة اقتصادية واجتماعية قريباً كما هو جار الآن، لذلك فتوفير خطة طوارئ مقبلة ووضع كوادر طبية وبشرية وتخزين مواد وأجهزة طبية وغذائية وخدماتية، وتجهيز قدرات «سريعة» لبناء مشاف ميدانية، كما تخرين أجهزة تنفس، وما شابهها، لما قد يحمله المستقبل، لا سمح الله، من مفاجآت سيئة، كل ذلك هو من عزائم الأمور... حتى يأذن الله بالنور والسرور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كي لا تعود جائحة «كورونا» وأخواتها كي لا تعود جائحة «كورونا» وأخواتها



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon