توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرن على الحرب الكونية... هل ماتت أفكارها؟

  مصر اليوم -

قرن على الحرب الكونية هل ماتت أفكارها

بقلم - مشاري الذايدي

صحيح أن الحرب العالمية الأولى حرب أوروبية غربية في المقام الأول، لكنها لم تكتسب صفة العالمية أو الكونية من فراغ، بل بسبب آثارها الرهيبة والمستمرة لليوم؛ نعم لليوم، على كثير من أجزاء العالم، ومن ذلك عالم العرب والمسلمين.

في هذا الشهر؛ نوفمبر (تشرين الثاني)؛ تحديداً في يوم 11 منه، يكون قد انسلخ قرن كامل على سريان الهدنة ونهاية الحرب، من الناحية العسكرية.
ثمة شريط صوتي مجمع من عدة تسجيلات على الجبهة الفرنسية - الألمانية، يوثق الدقائق الأخيرة من الحرب، ويمكن سماع أصوات المدفعية التي جرى تسجيلها على الجبهة الأميركية بالقرب من نهر موزيل، وهو أحد روافد نهر الراين اليسرى، قبل وبعد دقيقة واحدة من انتهاء الحرب.

شريط مؤثر جداً، خصوصاً حين بدأ هدير المدفعية يخبو رويداً رويداً، ثم تسمع تغريد الطيور كأنها لحظة احتفال بنهاية الحرب. والشريط معروض تذكاراً بمعرض «متحف الحرب الإمبراطوري» للذكرى المئوية لنهاية الحرب.
لكن لنتأمل قليلاً آثار هذه الحرب العظمى علينا، ولن أتحدث عن مصائبها على العرب في المجاعات والتجنيد الجبري العثماني «سفربرلك» وتلاعب الإمبراطورية البريطانية بمشاعر وأحلام العرب، وصراع القوى الأوروبية على أرض العرب؛ معركة العلمين بين مصر وليبيا مثالاً... بل نتحدث عن أثر واحد؛ فمن المعلوم أن قادة «جمعية الاتحاد والترقي»، أسقطوا السلطان العثماني الخطير عن «الخلافة» عام 1909 بعد حكم امتد زهاء ثلاثة عقود (1876 - 1909) سخّرها عبد الحميد كلها لترسيخ الدعاية لقداسة منصب الخلافة وتكثيف الدعاية لفكرة الخلافة.

حتى بعد رحيل عبد الحميد ثم رشاد فوحيد فعبد المجيد، ظلت الدعاية الحميدية محركة كبرى لجماعات الخلافة، وكان من مخاضات تلك المرحلة ولادة جماعة الإخوان المسلمين نفسها، حيث احتلت الخلافة ركناً ركيناً في البناء العقائدي للجماعة، وما تناسل منها مثل «القاعدة» و«داعش»... (نتذكر خلافة «داعش»).
الإمبراطورية العثمانية «العليّة» اضمحلت كغيرها من إمبراطوريات ذاك الزمان؛ روسيا والنمسا والمجر، بسبب هذه الحرب، وكانت ثورة الجنرال العثماني «الغازي» مصطفى كمال أتاتورك، لإنقاذ الوطن من الغزاة، وتوّج أتاتورك بطل الترك، بعكس السلطان الهزيل في إسطنبول.
ما زلنا هناك في جبهات الحرب، والأهم، في العقائد والأفكار التي ولدتها الحرب، أو ولدت هي الحرب!
حرب رهيبة قُتل خلالها بالمدافع العادية والرشاشة ما يصل إلى 11 مليون جندي. وتم وضع ما يقرب من 56 مليون مجند في الخدمة العسكرية في جميع الدول المشاركة في الحرب. ودمرت كنائس ومساجد ومشافٍ ومدن وقرى.
هل تستحق الحرب العظمى، لنا عرباً ومسلمين، التذكر والتفحص، بعد قرن من الزمان؟

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرن على الحرب الكونية هل ماتت أفكارها قرن على الحرب الكونية هل ماتت أفكارها



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon