توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبلات... واشتراكات على الشاشات!

  مصر اليوم -

قبلات واشتراكات على الشاشات

بقلم: مشاري الذايدي

صناعة «الفرجة» التلفزيونية تشهد منذ سنوات قليلة أعظم ثورة في تاريخها، مع انطلاق البث المخصص للمنصات على الإنترنت، والمثال الأشهر في هذا الصدد هو منصة «نتفليكس» التي تقدم خدمتها عبر تطبيقها الخاص على أجهزة الموبايل و«التابلت»... بالإضافة طبعاً إلى التلفزيونات الذكية.

الثورة هي في الفكرة نفسها «الكونسبت» في السابق كنت تتفرج على ما يعرض لك في الجدولة التلفزيونية المعدّة مسبقاً، وعليك مواءمة أوقاتك مع برنامجك أو مسلسلك المرغوب، ثم تطورت التلفزيونات الذكية قليلاً من خلال ميزة الاستعادة والتوقيف والحفظ، بل والطلب من المكتبة، وذلك في القنوات مدفوعة الثمن عبر «الكيبل» أو جهاز الاستقبال الخاص «الرسيفر».

كل هذا صار من الماضي، وهناك عمالقة ينافسون اليوم «نتفليكس»، مثل «أمازون» و«ديزني»، وغيرها.

مع الأموال المتدفقة بغزارة على هذه الشركات، ارتفعت تكلفة الإنتاج، وتصنيع محتويات خاصة، تناسب ذوق المشاهدين، ويعرف ذوق المشاهدين من خلال التحليل الآلي الذكي لطبيعة التفضيلات والمشاهدات، حسب العمر والزمن والمنطقة الجغرافية.

عند هذه اللحظة، تخلق مشكلات كبيرة مع الدول وأدوات الضبط الاجتماعي العام، قبل ذلك كان التصريح لمنتج تلفزيوني أو سينمائي بيد الدولة، اليوم بيد من؟

لا بد أن كثيراً منكم، ممن يشاهد عروض «نتفليكس» وغيرها، لاحظ الجرأة الشديدة التي تعرض بها السلوكيات والأفكار، لن أناقش الدعايات السياسية غير المباشرة أو المباشرة، دعونا في مثال واحد، وهو تحسين ودعم فكرة الشذوذ الجنسية، أو المثلية، بمناسبة درامية أو من دون.

أغلب الإنتاجات التي نراها اليوم في هذه المنصات، لا بد من مرور مشهد أو خط درامي عن وجود علاقة مثلية بين ذكر وذكر أو أنثى وأنثى، ويتكثف هذا الأمر بتواتر، ولا تدري ما مقتضى الحاجة الدرامية لذلك؟

من المؤكد أن هناك قوى ضغط تدعم تكريس هذا الأمر وتطبيعه لدى المشاهد، تنفق على هذه الإنتاجات بشكل غير مباشر.

طبعاً رفض العلاقات المثلية ليس حكراً على المسلمين، بل هو ربما موقف غالب الثقافات الإنسانية، خذ لديك هذا المثال الحديث الذي نشرته «بي بي سي» البريطانية:

حذفت شركة ديزني مشهداً قصيراً لامرأتين تقبلان بعضهما من النسخة السنغافورية لأحدث أفلام «حرب النجوم». ويحتوي «ذا رايز أوف سكايووكر» على أول قبلة مثلية في تاريخ السلسلة - وصفها نقاد بأنها «ومضة قصيرة لامرأتين تقبلان بعضهما ضمن مجموعة من الشخصيات»... يذكر أن سنغافورة لا تعترف بزواج المثليين وتعد العلاقة الجنسية المثلية غير قانونية.

ما يسري على مسألة المثلية يسري على مسائل أخرى، أفكار، مثل النضال البيئي السياسي، وغيرها، تعمل هذه المنصات على تكريسها في الوعي، خصوصاً لدى المراهقين ممن يتشربون هذه المنتجات بهدوء... وإلحاح دائم.

المعركة... معركة صناعة الذوق والوجدان... لا تقل شراسة عن معارك الدبابات والطائرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبلات واشتراكات على الشاشات قبلات واشتراكات على الشاشات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon