بقلم: مشاري الذايدي
إشارة أمل بعثت بها قمة العشرين الكبار في العالم التي دعت إليها، ونظّمتها، المملكة العربية السعودية من الرياض مخصّصة للتصدي لجائحة «كورونا».
القمة عقدت عن بعد من خلال وسائط الاتصال الحديثة - في تسجيل لحضور «كورونا» الكئيب - وتمثلت فيها الدول برؤسائها، وصدر بيان موحد عن هذه القمة مخصص فقط لبند واحد، وهو كيفية الانتصار على «كورونا» وتلافي أضراره الرهيبة، ليس على الصحة الجسدية للناس وحسب، بل على الاقتصاد العالمي وما يمكن أن يوصف بـ «الأمن الصحي العالمي».
السعودية، مستضيفة القمة، تحملت المسؤولية العالمية، ونقلت العمل الدولي للجماعية من الفرادنية لكل دولة على حدة، ومحاولات بعض الدول مناكفة الدول الأخرى، بسلاح «كورونا»، كما نرى في التراشق الحاد بين واشنطن وبكين، وبين الدول الأوروبية فيما بينها، أو المجموعة الأوروبية تجاه أميركا أو الصين... الخ.
الهمّ واحد، والمصيبة متحدة، وحركة الاقتصاد العالمي مرتبطة ببعضها، وتجسد ذلك في الخلل الذي أصاب سلاسل الإمداد في السلع والخدمات الدولية.
كما أن السجال الذي بكّر به بعض الكتبة عن أن العالم ما بعد «كورونا» ليس كما قبله، والمراد هنا بحث مستقبل العولمة وسياسة الحدود المفتوحة وتراجع دور الدولة القومية ذات الحدود والسيادة لصالح الفكرة العولمية، هل ستنحسر هذه الحالة بعد انتقالات فيروس «كورونا» عبر الحدود بسرعة البرق؟
بيان قمة العشرين أكد بشكل واضح أن العشرين الكبار في العالم يتعهدون بالحفاظ على حرية التجارة الدولية والوضع كما كان قبل «كورونا» والمحافظة على سلاسل الإمداد الدولية.
الجديد هو تقدم بند الصحة للأمام من خلال دعم منظمة الصحة العالمية وتوسيع صلاحياتها، كما بدعم صندوق مواجهة جائحة «كورونا» ودعم الدول النامية في هذه الظروف العصيبة.
خلال الكلمة الافتتاحية للقمة الاستثنائية لمجموعة الـ20، دعا العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة العشرين لإرسال إشارة لاستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي، من خلال استئناف التدفق المعتاد للسلع والخدمات في أقرب وقت ممكن.
كما أشار إلى أن جائحة «كورونا» قد عرقلت عجلة التنمية والنمو في العالم، قائلا: «مسؤوليتنا مد العون للدول النامية وتحسين بناهم التحتية لتجاوز الأزمة الحالية».
بيان قادة مجموعة العشرين، تعهد بضخ 5 تريليونات دولار لحماية الاقتصاد العالمي، وقال قادة مجموعة العشرين، في بيانهم الختامي، إنهم ملتزمون باستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي وتحقيق النمو.
وجاء في البيان: «التصدي لآثار جائحة (كورونا) صحياً واقتصادياً واجتماعياً أولوية بالنسبة لنا». قائلين: «الاستجابة ستعيد الاقتصاد العالمي إلى نصابه».
الدرس الكبير من جائحة «كورونا» هو أن العالم مرتبط بعضه ببعض بشكل يجعل من الصعب على العمل الفردي للدول على حمل مسؤولية كالتصدي لجائحة «كورونا»، ولذلك كانت إشارة الملك سلمان المهمة لوجوب دعم العشرين الكبار جهود البحث العلمي وتسريعه للخروج من نفق «كورونا».
قمة العشرين الأخيرة، بارقة أمل سياسي دولي في ليل «كورونا» البهيم.