توقيت القاهرة المحلي 22:49:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت لندن... ذهب مع الريح

  مصر اليوم -

صوت لندن ذهب مع الريح

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

وأخيراً بعد مشوار كاد يقارب القرن من الزمان، تغلق خدمة «بي بي سي» العربية أبوابها، وكذا الفارسية؛ إذ أعلنت هيئة «بي بي سي» البريطانية إغلاق إذاعة «بي بي سي العربية» بعد 84 عاماً من انطلاقها، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية.
بيان الهيئة البريطانية الإعلامية العريقة حفل بتسويغات مالية واقتصادية، مع الوعد بمزيد من التأثير في مناطق الأزمات والاتجاه نحو التركيز، عبر المنصات الرقمية، على لغات جديدة أهمها طبعاً «الصينية».
يقولون نريد الاستثمار في المحتوى الرقمي وزيادة التأثير الجماهيري حول العالم.
ومن الناحية الربحية تتجه «بي بي سي» نحو عوائد وخدمات «رسوم البث» والمنصات الرقمية، على غرار (نتفليكس) وأمثالها.
مديرة خدمة «بي بي سي العالمية» ليليان لاندور تؤكد أن «بي بي سي محل ثقة مئات الملايين حول العالم نظراً لما تحرص عليه من مهنية فيما تقدمه من أخبار، لا سيما في دول تعز فيها المهنية».
هنا نتوقف مع «بي بي سي»، التي تمثل ركناً ركيناً من ذاكرة الشعوب العربية منذ أيام الأجداد والآباء، ومن يغيب عن أذنه صوت دقات ساعة بيغ بن، وهتاف «هنا لندن» صوت الأخبار الصادقة والتحليلات الصائبة، كما كانت صورة «بي بي سي» في الوجدان العربي، وكان إذا قال الشخص لصاحبه، هذا الخبر قيل في صوت لندن، انتهى النقاش وتوقف الجدل، فمن يجادل «حذام»:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذام!
من ينسى أصوات مثل ماجد سرحان وهدى الرشيد وبرنامج حسن الكرمي (قول على قول).
نعم، منذ البداية وثمة نَفَس يساري في مسار «بي بي سي»، ولكنه كان معتدلاً، مستساغاً، بيد أن الخدمة العربية، منذ أيام الربيع العربي حتى اليوم، وهي تسحب من رصيد «بي بي سي»، بانحيازها التام للجماعات الإسلامية واليسارية والثورية، وكأنها منبر من منابر حزب «الدعوة» والحوثي أو «الإخوان المسلمين»، أو «جماعات الفيمنست» والتيارات اليسارية الراديكالية الفوضوية.
ليس فقط خدمة «بي بي سي العربية» من افتضحت مهنيتها، بل «بي بي سي الفارسية»، فقد تظاهر مجموعة من النشطاء الإيرانيين، المعارضين للنظام، أمام مقر الهيئة بنسختها الفارسية، بسبب عدم إنصاف هذه الخدمة لقضية الشعب الإيراني، وهي التي تدعي الانحياز للشعوب والثورات في العالم العربي!
المعلن أن «بي بي سي» بعد هذه الخطوة تريد الاستثمار في بناء طاقات إذاعية وأخرى رقمية بالعربية والفارسية لتحل محل الإذاعة.
أي أنهم يريدون صناعة «نجوم» عربية ولكن عن طريق «البودكاست» يتولون هم إكمال هذه المسيرة، ولكن من الآن نقول لهم، إذا كان جيلكم الرقمي الجديد، سيسير على نهج «المناضلين الأشاوس» في إذاعة وتلفزيون «بي بي سي العربي»، فكأنك يا بوزيد البريطاني... ما غزيت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت لندن ذهب مع الريح صوت لندن ذهب مع الريح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon