بقلم - مشاري الذايدي
ما من شك في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يتعرض لهجوم شرس جماعي متنوع من قبل المعسكر الليبرالي المعادي، كما رجاله، ومن خلفه الحزب الجمهوري، بدرجة أقل، بل لمحاولة الفصل بينه وبين قاعدته الجمهورية.
تنوعت أشكال الهجوم هذه مع قرب الانتخابات البرلمانية النصفية، من تأليف للكتب، وكان ذروتها كتاب الصحافي الشهير بوب وودورد، إلى المقالات الفضائحية، الغامضة، وكانت ذروتها مقالة «نيويورك تايمز»، المغفلة الاسم، المنسوبة إلى شخص منقلب «مزعوم» داخل إدارة ترمب، وهو الأمر الذي دعا ترمب للتحقيق فيه... وأخيرا الكلمات والخطب، وكانت ذروة الذرى فيها أن دلف لسان المعسكر الديمقراطي، المتياسر، خطيب الخطباء، باراك أوباما، ولسانه ولغة جسده من أمضى أسلحته وأسلحة جماعته.
السبت الماضي، خطب أوباما بكاليفورنيا داعيا إلى التعبئة لتغيير الأغلبية في الكونغرس وأدان ما وصفه بـ«سياسة الخوف» نابزا ترمب بذلك. وقال أوباما أمام حشد كبير بمدينة آناهايم: «إنها لحظة مهمّة في تاريخنا، لدينا الفرصة لنُعيد قليلا من الكرامة إلى حياتنا السياسية».
وتابع أوباما: «الناس يشعرون بالخوف» بسبب سلسلة من المسائل السيئة... منها ارتفاع حرارة الجو! في نهج إعلامي ليبرالي أميركي، بل عالمي معتاد، يجمع كل شرور العالم في شخص ونهج وإدارة وعهد دونالد ترمب. خطاب أوباما هذا كان الثاني خلال أيام بعد خطاب هجومي سافر ضد ترمب شخصيا ألقاه في إلينوي.
الرئيس الحديدي، العارف تماما بدوافع وأساليب خصومه، لم يفوّت الفرصة للرد، والاستهزاء بهم، فردّ خلال زيارة إلى ولاية داكوتا الشمالية، على تصريحات أوباما بسخرية. وقال: «أشعر بالأسف، كنت أتابعه لكنني غفوت»، مثيرا الضحك بين الحضور. واتهم الرئيس الديمقراطي السابق بأنه ينسب لنفسه إنجاز «أمور رائعة تشهدها البلاد حالياً».
الواقع أن ترمب يستيقظ كل يوم على معارك جديدة، يحاول فيها خصومه الأوباميون، خصوصا من المعسكر الديمقراطي، في المقدمة منها قنابل الدخان الإعلامية، ناهيك بالإشغالات القانونية.
من يفرح بهذه الحرب الشعواء على عهد ترمب، غير أوباما وتياره؟ وغير اليسار الأميركي المتمثل بالميديا ومجتمع الفن؟
نعم، المرشد الإيراني خامنئي، الذي دعا ضيفه الروسي فلاديمير بوتين، إلى «لجم» أميركا الحالية. وكل الشبكات الخمينية «العالمية» مع المرشد تعمل على ذلك.
أيضا يغذّي هذه الحرب ويلقي في نارها الحطب، الشبكات الإخوانية العالمية، بقناع أو من خلف قناع، بلسان عربي مبين، أو بألسنة إفرنجية متعددة.
وأخيرا، وليس آخرا، جماعات اليسار العالمي، وللمفارقة هذا «المثلث» هو الذي تكاتف في خلق ومساندة ما سمي بـ«الربيع العربي» من قبل، وهو المثلث الكوني العظيم، الذي يقف على رأسه، صورة باسمة لخطيب الخطباء، فتى إلينوي، باراك بن حسين أوباما!
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع