توقيت القاهرة المحلي 04:12:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين إردوغان وخان

  مصر اليوم -

بين إردوغان وخان

بقلم: مشاري الذايدي

ما يفعله رجب طيب إردوغان، قائد الفوضى والغزو باسم الإسلام وأمجاد السلاطين من بني عثمان، نهج مستمر غير متوقف، وهو ينهض على قواعد شعبية وإعلامية ومالية وسياسية، أخشى أنها ستبقى حتى بعد رحيله، بأي صورة كان الرحيل. لكن ما لاحظته، هو نزعة شعبوية معادية للعرب عنده تريد خطف الإسلام منهم، وتولي منصب القيادة للعالم الإسلامي، مع ترك حصة إيران في العالم الشيعي.
يحدثني الدكتور رضوان السيد، المفكر اللبناني المعروف، بأنه كان بصحبة رئيس وزراء لبنان حينها، فؤاد السنيورة، وكانوا في اجتماع مع إردوغان، بتركيا، ومن ضمن ما قاله لهم وهو ينظّر بنزعة سلطانية، إنه قد تفاهم مع الإيرانيين على حماية السنة في لبنان والشام، وقال لهم: لا تخشوا، أنا حامي المسلمين السنة، فردّ عليه السنيورة: ولكننا يا فخامة الرئيس عرب، في الأول والأخير، وعمقنا الحقيقي هو عمقنا العربي في السعودية ومصر، ولسنا مجرد طوائف... فلم يرُق الأمر للسلطان التركي!
مناسبة هذا الحديث، النزوع الشديد الملحوظ لدى إردوغان لتكوين حلف «أعجمي» إسلامي، كما تجلّى في محاولته الفاشلة في عقد مؤتمر إسلامي بديل في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مع صديقيه الماليزي، المقال، مهاتير محمد، والباكستاني، الذي انسحب في اللحظة الأخيرة من المؤتمر، عمران خان، رئيس الحكومة الباكستانية.
طبعاً لا يغير من وصفنا له بالحلف الأعجمي غير العربي، وجود ذيول عربية مثل «حماس» ونظام قطر، فالقيادة والعدد والعدة عند غيرهم.
لاحظ مراقبون تعلق رئيس الحكومة الباكستانية المثير للجدل، عمران خان بالمثال الإردوغاني التركي، كما تجلّى ذلك في مثال ترويج المسلسل الدعائي التركي الشهير «قيامة أرطغرل» الذي بدأ عرض النسخة المدبلجة منه على قناة الدولة الرسمية في أبريل (نيسان) الماضي.
يقول تقرير لـ«بي بي سي» عن هذا الأمر، إن عمران خان بنفسه روّج للمسلسل، وهو لم يقترح عرضه على قناة «بي تي في» فحسب، بل قال إن المسلسل سيساعد باكستان في فهم أهمية الحضارة الإسلامية.
وحسب مقال في صحيفة «داون» اليومية البارزة كتبه أحد الدبلوماسيين، فإن «السبب في الترويج لهذا المسلسل قد يكمن في اجتماع خلف الكواليس بين خان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة».
في سبتمبر (أيلول) الماضي طرح خان مع كل من إردوغان ومهاتير، كما يقول تقرير الـ«بي بي سي»، فكرة إطلاق قناة تلفزيونية لخلق رواية مضادة ضد ما قالوا إنه كراهية متزايدة للإسلام.
قد يقال، إن هذا السلوك «الشعبوي» معتاد من عمران خان، لكنه عند حساب الواقع والمصالح، يتبخر الكلام هذا كله، وفي باكستان مؤسسة قوية هي الجيش، تعرف حقيقة أين مصالح البلاد... وهذا صحيح، لكن لا يجوز التهوين من هذه البوادر، فمعظم النار من مستصغر الشرر... ونحن أولى بمصالح باكستان مع بائع الكلام و«الحواديت» إردوغان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين إردوغان وخان بين إردوغان وخان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon