توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمام المسجد النيجيري «النبيل»

  مصر اليوم -

إمام المسجد النيجيري «النبيل»

بقلم - مشاري الذايدي

أغرب، وأسعد أمر هو أن تجد في طيّات خبر قبيح، لمحة جميلة منزوية فيه. هذا هو الإحساس الذي ألمّ بي وأنا أقرأ عن إمام مسجد، نبيل، في نيجيريا، حمى مواطنيه المسيحيين من مجزرة وشيكة كانت ستقع من قبل، أيضاً مواطنيه، بعض المسلمين.

القصة كما نشرتها «بي بي سي» كانت أن بعض الأسر المسيحية النيجرية من عرقية «البيروم» وهم محترفو الزراعة، عدد أفرادهم نحو 300، وبعد خلافات معتادة لهم مع المسلمين، رعاة الماشية، من فئة «الفلاني» هربت من القرية التي كانت عرضة لهجوم مسلحي «الفلاني» لاجئة لقرية أخرى، بها إمام المسجد النبيل هذا.

الإمام قال لـ«بي بي سي»: «أخذت النساء أولاً إلى منزلي الخاص لأخبئهن. ثم أخذت الرجال إلى المسجد».

لن أقول إنه موقف غريب، بل هو الأساس والأصل، ويبقى الخير ما بقي الوفاء، وبقيت الرحمة، وحماية الجار، لكن يجب علينا التذكير، فالذكرى تنفع.

عبر التاريخ، تستغل النزعات الدينية والقومية، للتلاعب بالناس، العامة منهم تحديداً، كما جرى في فصول «الفتنة العامة» التي جرت ببلاد الشام الكبرى 1860 واندلعت شرارتها في جبل لبنان بين المسيحيين والدروز وبقية المسلمين لتصل حرائق الفتنة إلى دمشق، سرّة الشام.
لدينا هنا وثيقة جميلة من أحد شهود هذه المجزرة. والجميل أن كاتبها تحدث أيضاً عن حمق بعض المسيحيين وصلافتهم في استفزاز المسلمين والدولة «العليّة» كما كانت الدولة «العصمنلية» توصف حينها.

نجد في عرض رائع للأب جورج مسوح نشره بـ«النهار» اللبنانية، عن مخطوطة مهمة لرجل الدين المسيحي، شاهد العيان على تلك الفتنة الكبرى وهو ديمتري الدبّاس.

يتحدث الدبّاس عن ثلاث «عجائب» حمت المسيحيين بدمشق والشام، وهي هاشم آغا القلعة، وزعماء حي الميدان، وباشا المغاربة كما نعته، الأمير عبد القادر الجزائري، وموقف الأخير معلوم ومشهور.

عن زعماء حي الميدان، يقول الدبّاس بلغة جميلة من وقتها: «جمعوا أهالي الميدان الذين هم سفهاء البلد ووعظوهم: يا أولادنا، برضانا عليكم، لا يحرّك أحد ساكناً مطلقاً. احموا النصارى في الميدان، إذ سيعود هذا الأمر الحاصل على الذي فعله (...) نكون نحن حفظنا نصارانا وحامينا عن صوالحنا وديننا ودنيانا». فأجاب جميع الأهالي: «خاضعين تحت أوامركم».

يعتبر الدبّاس أنّ نجاة المسيحيّين الدمشقيّين تعود إلى 3 أسباب: «أوّلها هاشم آغا، وثانيها آغوات الميدان، وثالثها الأمير عبد القادر. وشبههم، في تصور مسيحي، بالملائكة الثلاث الذين ضافوا النبي إبراهيم!».

الأصل هو الخير في الناس.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام المسجد النيجيري «النبيل» إمام المسجد النيجيري «النبيل»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon