بقلم: مشاري الذايدي
علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالميديا الأميركية الليبرالية «المتايسرة» علاقة ملتهبة ومتوترة، قبل أن يصل أصلاً إلى البيت الأبيض.
عادتْه منابرُ الميديا الليبرالية المتايسرة بصلافة وجهرية علنية، مثل صحيفة «واشنطن بوست» التي اشتراها الملياردير «الرقمي» جيف بيزوس، وقنوات: «سي إن إن»، و«سي إن بي سي» وغيرهم.
يكاد لا يمرّ يوم منذ بَانَ أنَّ هذا الرجل العنيد، سيهزم هيلاري كلينتون، بطلتهم وريثة باراك أوباما، من دون هجمات إعلامية، وبعدما أقسم قسمَ الرئاسة، أعلنت الحرب الإعلامية مرفودة بحرب الحزب الديمقراطي عليه، وفتحوا له عدة قضايا زائفة، مثل التواصل مع الروس ثم القضية الأوكرانية ثم قضية العزل، هذه القصص الكبار، ناهيك عن «الفكّة» التي في الطريق بين هذه القضايا. واجه الرجل بقوة أعصاب فولاذية وتصميم رهيب، واكتسب المزيد من الأنصار، وكان واضحاً أنه ذاهب لفترة رئاسة ثانية في الانتخابات الآتية بعد أشهر قليلة.
في هذا الجو، هبَّت عاصفة كورونا المستجدة، وارتبك بداية في مواجهتها ولم يعزم الأمر، لكنَّه تدارك نفسه وتصدى بقوة للجائحة، رغم تسييسس خصومه للجائحة ضده، مثل حاكم نيويورك الديمقراطي الليبرالي، بالمناسبة أخوه مذيع من محاربي قناة «سي إن إن» لترمب.
كان يعقد يومياً وعلى مدى ساعتين مؤتمراً صحافياً مع فريق أزمة كورونا، وكثير من الصحافيين الحاضرين، بل أغلبهم، من ممثّلي هذه المنابر المعادية لترمب، وكان يردّ عليهم ليس بصفتهم صحافيين «محايدين» فقط، بل بوصفهم «نشطاء» سياسيين.
آخر فصول هذه المعارك بين ترمب والميديا الأميركية اليسارية، أو قل الجانحة لليسار- على فكرة ثمة تحالف دولي بين اليسار وقوى الإسلام السياسي السنّي والشيعي- آخر فصولها هو عدم حضور ترمب المؤتمر الصحافي اليومي مع هذه الثلة من الصحافيين المعادين سلفاً.
جاء في الخبر إن مجموعة المهام الخاصة المعنية بفيروس «كورونا» المستجد في البيت الأبيض قررت عدم عقد إفادة صحافية، لليوم الثاني على التوالي، في ظل غياب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال الرئيس ترمب على حسابه: «ما هو الغرض من عقد مؤتمرات صحافية بالبيت الأبيض، عندما لا تطرح وسائل الإعلام السخيفة سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة». وتابع: «إنهم يحصلون على تقييمات قياسية، والشعب الأميركي لا يحصل على شيء سوى الأخبار الكاذبة... إنها لا تستحق الوقت والجهد».
الواقع إن ترمب لم يوفر طاقته في الهجوم على الميديا الغاضبة، أو ميديا الأخبار الزائفة كما لقبها لقبه الشهير «فيك نيوز». لكن ما يهمنا هنا في سياقنا العربي عدم انجرار إعلامنا العربي خلف هذه العركة الأميركية، دعك من قنوات قطر وإيران تركيا فهي في نفس خندق اليسار الهائج بأميركا، لكن بقية الإعلامي العربي لماذا يجاري الطيور الأميركية الإعلامية الغاضبة؟