توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملة مطاردة السوريين

  مصر اليوم -

حملة مطاردة السوريين

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

اختطاف وقتل باسكال سليمان، المسؤول في حزب «القوات اللبنانية» داخل لبنان، ثم الذهاب به لداخل سوريا، فتحت أبواب الجحيم على الأمن اللبناني الهشّ أصلاً، وعلى مسألة السِلم الأهلي الرقيق الحال.

من الصعب، بخاصة لدى جمهور الحزب اللبناني المسيحي الوطني، استقبال الجريمة على أنها محض جريمة جنائية، قام بها مجرمون ينتمون لعصابة سورية «احترفت» هذا النوع من الجرائم.

الاتهام «السياسي» مباشر لـ«حزب الله» اللبناني، رغم سخرية زعيمه حسن نصرالله من هذا الاتهام، وأن الهدف منه مجرد «فتنة طائفية»، كما قال أبو هادي، كنية نصرالله.

من الممكن تصديق نفي الحزب وزعيمه، ورمي التهمة على إسرائيل، مثل العادة، أو في هذه الحالة، على عصابات سورية، وتفريغ الغضب على اللاجئين السوريين بلبنان، أو جعل إسرائيل هي المدبّرة، والعصابات السورية هي المنفّذة، إنه إبداع تحليلي بوليسي سياسي... أليس كذلك!؟

لكن سجلّ «حزب الله» حافلٌ بصفحات سوداء من الاغتيالات السياسية في لبنان، أضخمها اغتيال رفيق الحريري، وشخصيات لبنانية شهيرة، بعضها من القيادات المسيحية اللبنانية الوطنية، مثل بيير الجميّل، وجبران تويني.

كل هذا معلوم، لكن حتى لو كان «حزب الله» بريئاً من دم سليمان «القواتي»، وأن الجريمة من فعل عصابات سورية نشطت منذ حين بخاصة قرب معابر التهريب على الحدود السورية وفي ريف حمص بخاصة، فإن «حزب الله» يتحمل مسؤولية، وإن كانت غير مباشرة تماماً في الجريمة.

يتحدّث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن عصابات سورية خطيرة ازدهرت بالتزامن مع انفلات الأمور في سوريا ولبنان، من أبرزها عصابة مقرّبة -كما يقول المرصد- من بعض رؤساء الأفرع الأمنية التابعة للنظام.

ولا يستبعد مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، أن تكون هذه العصابة وراء مقتل المسؤول «القواتي» باسكال سليمان. ويضيف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «قادة عصابات الخطف في المنطقة مدعومون في معظمهم من المخابرات السورية»، وتتحدث مصادر بأن العصابة تعمل في مناطق حدودية وسورية، لـ«حزب الله» فيها نفوذ أمني وعسكري... كما النظام.

وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال في لبنان بسام مولوي أشار إلى أن «العصابات المتمركزة على الحدود السورية لا تنشط بعمليات الخطف فقط، إنما أيضاً بتهريب الكبتاغون والسوريين إلى لبنان عبر المعابر غير النظامية، وعلى الدولة السورية مسؤولية ودور في ملاحقة هذه العصابات لا تقوم به».

أبعد من ذلك نقول، إن كان البعض يريد تحميل اللاجئين السوريين المسؤولية في لبنان عن اختلال الحال، ولا يمكن نكران ضغط الوجود السوري على لبنان المتعب أصلاً، فمَن المسؤول عن «هروب» السوريين لخارج البلاد أصلاً!؟

أليس لـ«حزب الله»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، نصيب الأسد، مع صاحبهم الأسد، في تشتيت السوريين و«بهدلة» حالهم في كل مكان، و«البهدلة» قد تحوّل ضعفاء النفوس إلى وحوش قبيحة... أحياناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة مطاردة السوريين حملة مطاردة السوريين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon