توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صباح الكويت... التاريخي

  مصر اليوم -

صباح الكويت التاريخي

بقلم: مشاري الذايدي

أمير الكويت، المرحوم، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اختزل في سيرته ومسيرته حياة الكويت السياسية وتاريخها التنموي، بل هو جزءٌ أصيلٌ، من تاريخ النهضة الخليجية عقيب الانسحاب البريطاني الكبير من الشرق الأوسط والخليج.
دخل الراحل الكبير الشيخ صباح العمل السياسي الكويتي ومجال الشأن العام عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا لـ(الإرشاد والأنباء)، لاحقاً صار الإعلام، حتى تولى منصبه التاريخي الذي منحه لقب عميد الدبلوماسية العربية، وهو منصب وزير الخارجية الكويتية منذ عام 1963 حتى 1991.
في 1992 تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب وزارة الخارجية، ورئيساً لوزراء الكويت عام 2003، ثم نودي به أميراً للكويت في يناير (كانون الثاني) 2006.
كان الشيخ صباح مؤسساً حقيقياً للكويت الحديثة بعيد الاستقلال في مطلع الستينات، فقد كان عضواً في اللجنة التأسيسية التي وضعت الدستور الكويتي، وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة لدى الموافقة على الانضمام إليها 1963، وهو الأمر الذي كان لا يرضي بعض كارهي الاستقلال الكويتي، في مقدمتهم رموز في الجار العراقي.
الشيخ صباح يتمتع بمعرفة تلقائية عفوية عميقة بالنسيج الكويتي، فهو الطفل الذي تربَّى في بلدة الجهراء شمال غربي الكويت حيث ولد عند أخواله، يونيو (حزيران) 1929. وظل فيها حتى الرابعة من عمره ليستقر بعدها في قصر السيف بالكويت، ويتربَّى مع أخيه الشيخ جابر الأحمد، الأمير الراحل.
الحق، إنَّه ورغم الأحاديث القليلة عن سيرته، على لسانه شخصياً، يعتبر الشيخ صباح الأحمد، مع أخيه جابر الأحمد، وابن عمه الأمير الراحل ولي العهد الشهير الشيخ سعد العبد لله، وقبلهم طبعاً أمير الدستور الشيخ عبد الله السالم، هذه الضميمة من أمراء البيت الحاكم في الكويت، صناع وجه الكويت ونهجه منذ خمسينات القرن الماضي.
مرّت الكويت بامتحانات صعبة، كان الشيخ صباح شاهداً عليها أو مكلّفاً بتجاوزها أو وجد نفسه فيها بمكان صاحب القرار الأول مذ كان أميراً للبلاد، بل قبل ذلك ربما.
مثلاً، تهديدات عبد الكريم قاسم، مواجهة الحركات الشيوعية والقومية واليسارية الثورية في الكويت، ثم تهديدات الحركات الشيعية الثورية بقيادة الحرس الثوري (تفجير موكب الأمير جابر الأحمد، وتفجيرات المقاهي الشعبية واختطاف طائرة الجابرية، ولاحقاً خلية العبدلي) ثم الامتحان الأصعب في تاريخ الكويت الحديث، وهو الغزو العراقي الصدّامي للعراق 1990.
قدره كان أن يواجه المخطط الكبير للانقلاب أو شبه الانقلاب الإخواني في الكويت، مع من حالفهم من بعض الشعبويين، في معمعة الربيع العربي من 2011 إلى 2013 وعبر بالبلاد تسونامي الفوضى و«عجاج» الفتن.
صعب إن لم يكن محالاً، إيفاء السيرة الصباحية حقها في هذه العجالة.
ليت الباحثين والمؤرخين، وأولهم الطرف الرسمي الكويتي، يتصدون لتوثيق «كل» حياة الراحل الكبير، الشيخ صباح بن أحمد بن جابر بن مبارك الصباح... رحمه الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الكويت التاريخي صباح الكويت التاريخي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon