بقلم: مشاري الذايدي
بتوقيع مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، رفضت السلطات العراقية، في بيان منشور، الموافقة على «إدراج» جماعة «الإخوان المسلمين»، ضمن الجماعات الإرهابية، حسب قرار مقتَرَح من الجامعة العربية، وحرص البيان العراقي على تأكيد أن هذا القرار كان بتوصية مصرية.
الأعرجي، وإن كان القرار صادراً عن «مؤسسة» الأمن الوطني، لا يجوز إغفال هويته السياسية الفكرية؛ فهو قيادي بمنظمة بدر العراقية الموالية لإيران، درس مع المهندس والعامري، في إيران، بكنف «الحرس الثوري».
لماذا يدافع الموالون للفكر الخميني في العراق عن جماعة «الإخوان المسلمين»؟
من الساذج القول إن هذا يبرهن على النزعة «اللاطائفية» لدى أمثال الأعرجي أو «فيلق بدر» أو «الحشد الشعبي» (الأعرجي من أكبر المدافعين عنه). هذا كلام للترويج الإعلامي «البدائي». الحق أن هذا الدفاع من الإسلاميين الشيعة؛ أتباع «حزب الدعوة» و«فيلق بدر» و«حزب الله»، هو دفاع عن الذات الشيعية المتأسلمة الخمينية نفسها!
الأمين العام الحالي للحزب الإسلامي العراقي (إخوان)، وهو رشيد العزاوي، صديق للنظام الخميني، إن لم يكن تابعاً له، كما أن قادة الإسلاميين «الإخوان» بالعراق راهناً، من أبرز المنافحين عن النظام الخميني، أمثال رئيس الوقف السني عبد اللطيف هميّم، وخطيب جامع أم الطبول، مهدي الصميدعي، ناهيك بجملة من قيادات الحزب الإخواني وبعض النواب والوزراء.
«إخوان» العراق حالياً بين موالٍ لتركيا الإردوغانية، بمساعدة وتمويل قطريين، وموالٍ لإيران الخمينية، ولا فرق، في التحليل الأخير، بين النظامين الإردوغاني والخميني، وهما أصلاً في هذه الفترة، في تحالف وثيق وتخادم عميق.
العلاقات قديمة بين إسلاميي إيران و«الإخوان»، من أيام «نواب صفوي» وسيد قطب و«إخوان» سوريا، لوصول الخمينية للسلطة في إيران... مروراً بحرب العراق وإيران عبوراً بما عُرف بالربيع العربي... لليوم.
يوسف ندا مفوّض العلاقات الدولية الإخوانية، كان على متن ثالث طائرة تصل إلى طهران، مع وفد من إخوانه لتهنئة الخميني شخصياً.
مرشد «الإخوان» السابق، مهدي عاكف، معلقاً على كشف السلطات المصرية لخلية «حزب الله» قال: «من حق مصر أن تشكر (حزب الله)، لا أن تحقق معه».
فتحي يكن القيادي والمنظّر الإخواني اللبناني قال في كتابه، «المتغيرات الدولية»، وهو يشرح فكر الجماعة: «تنحصر المدارس التي تتلقى منها الصحوة الإسلامية عقيدتها وعلمها ومفاهيمها في ثلاث مدارس... مدرسة حسن البنا ومدرسة سيد قطب ومدرسة الإمام الخميني».
يوسف العظم، أو «شاعر الأقصى»، كما هو لقبه، وهو إخواني أردني، نجد له هذه القصيدة التمجيدية في الخميني:
بالخميني زعيماً وإمــام هدّ صرح الظلم لا يخشى الحمام
قد منحناه وشاحاً ووسـام من دمانا ومضيـنا للأمــــام
حين نشبت الحرب العراقية - الإيرانية، كان موقف «الإخوان» مع إيران ضد العراق، وفي بيان لهم قديم شرحوا هدف العراق من الحرب؛ فكان من شرحهم هذه الجملة:
«ضرب الحركة الإسلامية وإطفاء شعلة التحرير الإسلامية التي انبعثت من إيران».
كلهم ملة واحدة...