توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يدافع إردوغان عن الإسلام؟

  مصر اليوم -

هل يدافع إردوغان عن الإسلام

بقلم: مشاري الذايدي

فرنسا بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون في حالة تصادم مع تركيا بقيادة رجب طيب إردوغان، قبل حادثة قتل فتى شيشاني المدرّس الفرنسي صامويل باتي الشهر الحالي، بسبب ما قيل عن إساءات المدّرس ضد الإسلام.
الخلاف الفرنسي التركي حول كل الملفات السياسية الدولية، تقريباً، وأبرزها الملف الليبي، وآخرها الملف الأرمني - الأذري.
أغسطس (آب) الماضي، أرسلت فرنسا قِطعاً بحرية إلى شرق المتوسط لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت لمواجهة المناورات التركية في مياه المتوسط.
ثمة خلاف محتدم بين ماكرون وإردوغان حول الحقوق البحرية في شرق المتوسط وملفات النزاع في ليبيا وسوريا، ومؤخراً إقليم ناغورنو قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.
هذه الخلافات بين الدولتين تحولت لعراك شخصي، ماكروني - إردوغاني؛ حيث وصف التركي الفرنسي بمختل العقل، وردّ الأخير باحتجاج دبلوماسي رسمي. كما توقع إردوغان في خطاب متلفز من مدينة قيصري (وسط) ألا يحقق ماكرون نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية عام 2022. وقال بكل لطافة وسماحة: «أنت تتحرش بإردوغان باستمرار. لن يفيدك ذلك بشيء».
الرئيس الفرنسي، وهو بالمناسبة ضد الجبهة اليمينية الفرنسية بقيادة «آل لوبين»، ويعتبر من حماة القيم الليبرالية «التعايشية»، اتخذ قراراً خطيراً بمواجهة التطرف والفكر الإرهابي داخل المجتمع الفرنسي المسلم، وهم كتلة وطنية كبيرة، منهم وزراء وساسة ونجوم رياضة وفنون.
فرنسا، قبل عهد ماكرون، تعرّضت لهجمات إرهابية من عناصر «داعشية» و«قاعدية»، أو متعاطفة معهما، مثل حوادث الدهس الجماعي وتفجير القنابل في الشوارع والمدنيين والقطارات والحافلات، والهجوم على المسارح والشواطئ، قبل حكاية مجلة «شارلي إيبدو» بكثير، وقبل حكاية المدرّس المقطوع رأسه بسبب رسوم مسيئة للشعور الإسلامي.
نعم، هناك أزمة فرنسية داخلية، وقديمة، حول سياسات الاندماج الوطني، قبل حتى وصول إردوغان وحزبه للسلطة بعقود من السنين، أزمة تجد جذورها في موجات المهاجرين الأول من المستعمرات الفرنسية الأفريقية خاصة، مثل الجزائر والمغرب والسنغال.
هذا صحيح، لكنه ليس محل النقاش اليوم. ما يفعله إردوغان، رمز «الإخوان» والعثمانية الجديدة في العالم، هو استغلال سياسي شعبوي فجّ، وركوب على موجة مشاعر دينية، فيها كثير من النوايا الطيبة والغيرة الصادقة على الهوية الدينية الأعمق.
يعني، وحتى يكون الأمر واضحاً، لو وافقت فرنسا اليوم على غزوات تركيا الإردوغانية، في ليبيا والتدخلات الغازية في سوريا، والإسهام الحربي التعبوي في إرمينيا، سيختفي كل هذا الهجوم على فرنسا، ويغيّر إردوغان كلامه، وكأن شيئاً لم يكن!
بكلمة أوضح، الدفاع عن القيمة الحضارية المعنوية لصورة الإسلام، عمل نبيل وهو واجب أخلاقي، لكن قبل ذلك، يكون الدفاع الحق هو بتقديم صورة رائعة عن بقية المسلمين، صورة تمثل حقاً القيم الإسلامية العليا، وهي قيم أخلاقية «رحمة للعالمين».
لكن ليس المدافع الحقيقي عن الإسلام، الفتى الشيشاني القاتل، أو عناصر «داعش» و«القاعدة» و«الإخوان»، أو إردوغان وخامنئي وأتباعهما... الإسلام، وأهله، أعلى من هؤلاء المتاجرين بالمشاعر العامة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يدافع إردوغان عن الإسلام هل يدافع إردوغان عن الإسلام



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon