توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هواجس «كورونا» والعام الجديد

  مصر اليوم -

هواجس «كورونا» والعام الجديد

بقلم: مشاري الذايدي

نحن على وشك أنْ نخرجَ الآن من حارات عام 2020 الخطيرة، الحافلة بالعصابات، والمخاطر، التي على رأسها «كورونا» وما خفي منها وما ظهر، ومع «كورونا الصحية»، لدينا «كورونا» أخرى لا تقلُّ عنها قبحاً، بل هي تتغذَّى منها... وتغذّيها، عنيت «كورونا» السياسية والإعلام!

سنغادر هذه الحارة، لكن إلى أين؟ على طريقة سؤال وليد جنبلاط الشهير.

عام 2021 الذي يطرق الباب للدخول، بماذا سيختلف عن سلفه؟ ما دامت الظروف والأسباب، والأهم المصالح، التي أنتجت لنا حصاد العام الفارط، لم تتغير، لماذا نتوقع شيئاً مختلفاً مع العام الجديد؟ أقصد تحديداً «ثقافة» الحجر والعزل والتباعد إلى أمد غير منظور، وأجل غير مسمى، وكما قال الشاعر السعودي الأمير خالد الفيصل:

كل ما قلت هانت جد علم جديد!

خذْ لديك مثلاً: حذر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أنَّ الإغلاق المشدَّد، الذي يشمل العاصمة لندن، بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، قد يستمر أشهراً. مضيفاً أن واجب الحكومة اتخاذ إجراء لمجابهة السلالة الجديدة من الفيروس «الخارج عن السيطرة».

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن عن استحداث فئة رابعة أشد من فئات القيود والتراجع عن نية لتخفيف القيود.

قد يقول قائل إنَّ هذا وضع مؤقت وسيزول بسرعة، خاصة مع أخذ اللقاحات، سواء أكانت أميركية أم أو صينية أم روسية أم بريطانية... إلخ. لكن منظمة الصحة العالمية حذّرت، من خلال مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ فيها، من أنه رغم شدة «كوفيد - 19»، يتعيّن بإلحاح الاستعداد «للأسوأ».

راين «بشرنا» بأن ما جرى العالم الماضي ليس سوى «جرس إنذار».

إن لم تكفك هذه القتامة، ثمة المزيد: جان جاك مويمبي تامفوم، مكتشف فيروس إيبولا عام 1976، قال لشبكة «سي إن إن» إنَّ البشرية تواجه فيروسات، مرجحاً أنَّ الأوبئة في المستقبل ستكون أكثر كارثية من الأوبئة التي عرفناها حتى الآن. وماذا بعد؟

نعم هناك آراء تضاد كل هذا الشؤم والتشاؤم، قالها أطباء وعلماء وساسة ومفكرون، مثلما قال هذه الآراء القاتمة أيضاً أطباء وعلماء وساسة ومفكرون... لكن الأهم من هذا «الانقسام» العالمي حول ملف «كورونا» كله، هذا الانقسام العميق الذي لا تراه معكوساً على «جل» الميديا الليبرالية، هناك سؤال خطير بل وجودي المنزع: هل تغيرت حياة الناس... للأبد؟ وهل هذا التغير سيمر بسلاسة، أو تحت طبول الهلع الإعلامي المصنع؟ وكيف سيتصرف البشر عكس طبيعتهم القائمة على الاتصال لا الانفصال؟ وسؤال صغير في كنف هذا السؤال الكبير لمن يبشر بأنَّ عزل «كورونا» جعل الشركات والمؤسسات تكتشف أنه بمقدورها العمل عن بعد، أو من خلال البرمجيات من دون الحاجة للبشر... هل سيتحمل الأمن العالمي فاتورة ملايين العاطلين الجدد عن العمل، بسبب اكتشافات عباقرة الشركات ومنظري «فوائد» كورونا؟

نسأل لأننا نجهل الآتي... ونخشاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هواجس «كورونا» والعام الجديد هواجس «كورونا» والعام الجديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon