بقلم: مشاري الذايدي
البترول حكاية اجتماعية وأدبية وصحافية وفنية وشعبية في السعودية، قبل أن تكون قصة اقتصادية صناعية كبرى.
المفارقة كما لاحظ الخبير السعودي الدكتور ماجد المنيف أنَّ تأسيس الوحدة السعودية الكاملة، عبر صيغة المملكة تزامن، بل سبق بقليل تدفق العوائد المالية للبترول، بعد نجاح الشركات الأميركية صاحبة الامتياز في استخراج الذهب الأسود من غيران الأرض العميقة التي لم تمسسها يد إنس ولا جان من قبل.
لذلك ولغير ذلك، حسناً فعلت وزارة الثقافة السعودية ووزيرها الأمير بدر الفرحان مؤخراً، حين أعلن عن إطلاق أول متحف للنفط، في يوليو (تموز) 2022. بالشراكة مع مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، في مقر المركز بالعاصمة الرياض.
وسيروي «متحف الذهب الأسود» مسيرة النفط في حياة البشر، عبر أكثر من 200 عمل إبداعي.
وسيستضيف المتحف معارض سنوية مؤقتة، وبرامج تعليمية لجميع الفئات، ويتضمَّن مساحة ثابتة للفنون المعاصرة والعروض المرئية والوسائط المتعددة، وأخرى موازية للمعارض المؤقتة، إضافة إلى متجر، ومقهى، وقاعات للمؤتمرات، ومساحات تعليمية واستشارية.
لو توقفنا فقط عند الجدل في الصحافة السعودية بين كبار الكتاب عن سؤال النفط، وأثره بين السلب والإيجاب، لتاهَ بين الكلام من كثرته.
أو لو تعرضنا للتفاعل الشعري العامي والفصيح منه القادح والمادح منه، لتشعَّبَ بِنَا الحديث.
ربما تكون الأمسيات والندوات المرافقة للمتحف هي الموضع الأنسب لهذا النوع من الأحاديث.
الحكاية في السعودية ليست نفطاً وحسب.