بقلم: مشاري الذايدي
أذكر لكم جملة من الأخبار الحاصلة خلال الأيام القليلة الماضية، يعني بعد القول بفوز جو بايدن بالرئاسية الأميركية، واحتفالات الديمقراطيين وكثافة الضخ الإعلامي، رغم غضب الجمهوريين وأنصارهم من هذا السلوك «المستعجل»، لكن لا شأن لنا بذلك.
نعرض لهذه الأخبار بعيد وأثناء الاحتفالات الديمقراطية بمرشحهم «الرئيس» بايدن...
الخبر الأول؛ طلب المدعي العام، نايجل بافواس، في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري الحكم بالسجن المؤبد لعنصر «حزب الله» سليم عياش المدان قبل 3 أشهر.
يذكر أن المحكمة الدولية وجَّهت في سبتمبر (أيلول) 2019 تهمتي «الإرهاب والقتل» لمشاركته في 3 اعتداءات أخرى، استهدفت سياسيين من عام 2004 إلى 2005، وهي الجرائم المشهورة؛ جبران تويني، وجورج حاوي، وبيير الجميّل، والوسامين عيد والحسن، ووليد عيدو، ومحمد شطح... إلخ.
الخبر الثاني؛ أعلنت وكالة الأنباء النمساوية، يوم الجمعة الماضي، أن وزيري الداخلية والاندماج في البلاد أمرا بإغلاق «مساجد متطرفة» بعد هجوم فيينا الدامي الذي راح ضحيته 4 أشخاص.
الخبر الثالث؛ داهمت الشرطة الألمانية منازل ومحال تجارية لـ4 أشخاص مرتبطين بالهجوم الداعشي على فيينا. وذكرت الشرطة الفيدرالية الألمانية، أيضاً الجمعة، أن وحدة مكافحة الإرهاب فتّشت أماكن في أوسنابروك وكاسل، ومقاطعة بينيبرغ القريبة من هامبورغ، حسب «أسوشييتد برس».
ثمة أخبار أخرى، حصلت هذه الأيام «البايدنية» أيضاً، مثل سلسلة عقوبات على نظام بشار الأسد وبعض رجاله ومموّليه، وعقوبات على نجم التيار العوني المسيحي اللبناني، جبران باسيل، بسبب شغله لصالح «حزب الله» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وخرج باسيل يرغي ويزبد قبل يومين، وأخيراً قلق وخوف يعتري أرباب النظام الإيراني بعد الحديث عن دفعة جديدة وقاسية من العقوبات الأميركية عليهم.
إن شئنا تكثيف هذه الأخبار في عنوان واحد، فهو الغرب والعالم يوالي الضربات على جماعات «الإخوان» وإيران وأتباعهم وعملائهم.
هذا المشهد، وهذه المعركة، ستظل معنا بعض الوقت، وبسبب جشع وشراهة الجماعات الإخوانية ومتفرعاتها، والخمينية ومتفرعاتها، سينهشون من لحم الديمقراطية الغربية بنهم و«ضبعية»، وستنتج عن ذلك غزوات و«اجتهادات» «داعشية» و«قاعدية» خارجة عن خطة ساسة الجماعتين، لـ«تمكين» الجماعتين من مفاصل النظام الغربي، حتى تحين لحظة الإفصاح عن «الرسالة» الحقيقية، ولا بأس بمخادعة «الغرب الكافر الساذج»، في نظرهم، فالحرب خدعة في نهاية المطاف.
بعبارة أخرى، الحكومات الغربية المتراخية، سذاجة، أو لؤماً، ستجبر على خوض المواجهة مع هذه الجماعات إجباراً، وهي مواجهة تتجاوز الشق الأمني البحت إلى الجانب السياسي والثقافي... وهذا بالضبط، العالم الذي سيجده بايدن ونائبته أمامهم، وعليهما التعامل معه.