توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يرسم بروفايل ترمب؟

  مصر اليوم -

من يرسم بروفايل ترمب

بقلم : مشاري الذايدي

كيف سيذكرني التاريخ؟ كيف سيذكرك التاريخ؟ هذان سؤالان؛ الأول موجّه من الذات للذات، والثاني من «الآخر» للذات، يتمحوران حول حكم التاريخ، وكيف تكون جديراً - أنت - باحترامه، وتوقيره.
غالباً هذا السؤال يساق للساسة، وأهل الرأي، والفنانين، والرياضيين، والعلماء... وليس لسوقة الناس، الذين لا يحفلون بما سيذكره التاريخ عنهم، لأنهم في مياه اللحظة غارقون.
لكنه سؤال خادع، أو مفتقر للدقّة، يكفي القول، مثلاً: عن أي تاريخ نتحدث، ومن أي زاوية، ومن سيقرر أن هذا هو حكم التاريخ بالمطلق على صورة موضوعية مجردة من الدوافع المنحازة، قومية كانت أو إثنية أو طائفة أو دينا أو حزبا أو تيارا ما... هل يوجد حكم تاريخ، هكذا، بالمطلق، أو يوجد حكم «بعض» كتبة التاريخ، ومسوّقي هذا المكتوب؟
بكلام أقرب للواقع، من يقرّر صورة الرئيس الأميركي الخارج من البيت الأبيض، دونالد ترمب، في كاميرا التاريخ؟ وأي تاريخ، وأي ملتقط للصورة، وبأي كاميرا، وكيف، وأين، تعرض هذه الصورة، ومن هم الجمهور المتفرج؟
كلها معايير نسبية غير قطعية، فلو فاز ترمب بالولاية الثانية، ونجح في بناء آلة إعلامية ومنصات «سوشيال ميديا»، ووسع البنية الحزبية «للترمبية» ولو لم تحصل جائحة «كورونا»، قبل ذلك، ولو لم يقتحم الغوغاء مبنى الكونغرس، بعد ذلك، فهل كانت الصورة... هي هي؟
أجرت «بي بي سي» استطلاعاً سألت فيه بعض المثقفين، وأساتذة العلوم السياسية، وجلّهم أجاب عن سؤال المحطة عن تراث ترمب، بإجابات سلبية... بتهم مختلفة، بعضها محقّ، لكن ترمب ليس الوحيد فيها، وبعضها مبالغ فيه، وبعضها يستحق فيها ترمب وحده اللوم، وبعضها على طريقة الشماتة، وبعضها من باب الثأرية اليسارية العاتية.
من الأجوبة اللافتة في استطلاع «بي بي سي»: «إنه الرئيس الذي بنى اقتصاداً مزدهراً وأعاد صياغة موقف أميركا من الصين حتى قبل تفشي وباء (كوفيد - 19)، وهو الرئيس الذي أزال قادة الإرهاب من ساحة المعركة، وجدد برنامج الفضاء وضمن أغلبية محافظة في المحكمة العليا الأميركية، وأجاز عملية تسريع إنتاج لقاح لمواجهة (كورونا) في وقت قياسي». لكن هذه الإجابة «النادرة» في الميديا الليبرالية عن ترمب، ليس لها قواعد ولا فروع... نغمة يتيمة في قاعة فارغة.
ليس ما سبق، دفاعاً عن ترمب، ولا هذا ما يشغل هذه الكلمات... هو تأمل في كيف تصنع الصور، بقوة القسر والفيضان الإعلامي. قال حكيم العراق المتألم، معروف الرصافي:
إذا شطَّ جيلٌ خطّ من جاء بعده / أكاذيب عنه بالثناء تُزوَّقُ
فما كُتب التاريخ في كل ما روَت /لقرَّائها إلا حديثٌ ملفَّقُ
نظرنا لأمر الحاضرين فرابَنا /فكيف بأمر الغابرين نصدِّق؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يرسم بروفايل ترمب من يرسم بروفايل ترمب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon