بقلم - مشاري الذايدي
من السهل توجيه الانتقادات إلى أي عمل، خصوصاً إذا كان ضخماً معقداً أمنياً عسكرياً سياسياً يمسّ الناس، وهذا ما يفعله البعض تجاه العمليات الجارية في اليمن ضد الميليشيات الحوثية – الإيرانية، وهو أيضاً ما يفعله آخرون تجاه العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في مصر ضد الدواعش بسيناء، تحديداً شمال سيناء.
سهل أن تقول: وبعدين؟ كم سنمكث هنا؟ إلى أين؟ متى يصمت هدير المدافع وأزيز الطائرات ولعلعة الرشاشات وفواتير الحرب الباهظة؟
لكن الصعب أن تجيب عن أسئلة كهذه: هل يمكن «التعايش» على حدود الجنوب السعودي، بجباله وسهوله التهامية، مع عصابات حوثية هي عضو من الجسد الخميني المُعلِن العداوة للسعودية، الآخذ على عاتقه هدم الدولة السعودية، وهذه طبقاً لوصية مؤسسهم روح الله الخميني، وطبقاً لما رأيناه ونراه من 1979 حتى اليوم... فهل «عادي» أن تصمت السعودية و«تطنّش» على هؤلاء حتى يقع الفأس بالرأس؟
هل مطلوب من الدولة المصرية أن «تطنّش» على وجود عصابات داعشية وقاعدية وإخوانية تعلن صراحة أن هدفها هدم الدولة المصرية وكسر الحدود لصالح الجماعة الأم، المرضع الإخوانية الرؤوم، والسباحة بالمصير المصري في بحر الظلمات... هل مطلوب من الدولة المصرية بجيشها الشلل تجاه هذا الحال؟
تقع أخطاء؟ نعم تقع أخطاء، لكن هذه هي طبيعة العمل وشيمة الحركة.
السبت الماضي تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن يتم إنهاء العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع الشرطة في سيناء منذ فبراير (شباط) الماضي «في أسرع وقت ممكن». وقال السيسي في لقاء نظّمه الجيش المصري مخاطباً أهالي سيناء، إنه يتم تنفيذ خطة تنمية في سيناء تنتهي بحلول 2022. وأضاف: «سنُنهي المهمة بأسرع وقت ممكن». وحرص السيسي على توقير أهل سيناء، وقال: «الإرهاب موجود في كل محافظات مصر». وأعلن: «لو لم نقم بهذه الإجراءات (بسيناء) فإن سيناء ستضيع منا».
الرئيس المصري أطلق هذه الرسائل ردّاً على حملات التهويل، ليست الإخوانية بقنواتها من تركيا أو قطر، بل من بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي لا يعرف المرء ماذا تريد بالضبط، أن تسلم مصر للدواعش في سيناء؟!
المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري تامر الرفاعي، انتقد تقريراً لـ«هيومن رايتس ووتش» عن وجود «ملامح أزمة إنسانية» في سيناء بسبب العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش لمكافحة الإرهاب.
التقرير اشتمل على تهويلات ضخمة عن وضع الأهالي شمال سيناء، طبعاً هو ليس وضعاً جيداً، أكيد صعب، فهناك حرب تُخاض!
الحرب، لتحرير اليمن من عصابات الخمينية ومصر من عصابات «داعش»، حرب ضرورة، حتى لو احمرّت أنوف الحسّاسين والحشّاشين الجدد.
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع