توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الممانعون أو «المهرولون الجدد»؟

  مصر اليوم -

الممانعون أو «المهرولون الجدد»

بقلم: مشاري الذايدي

ثمة قصيدة شهيرة للشاعر الراحل، نزار قباني، اسمها «المهرولون»، هجا فيها فتح مفاوضات سلام وتفاهمات سياسية عربية مع إسرائيل.
كان ذلك بعد اتفاق أوسلو بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي (1993). وهو الاتفاق الذي تمَّ خلف ظهور العرب، خاصة القاهرة والرياض. غضب الشاعر السوري العربي نزار قباني، وغيره من الرومانسيين العرب، فكتب رائعته الشعرية، قصيدة «المهرولون»، وكعادته أبدع «أدبياً» أيما إبداع.
مما قاله نزار في قصيدته تلك:
بعد هذا الغَزَلِ السِري في أوسلُو
خرجنا عاقرينْ...
وهبونا وَطناً أصغرَ من حبَّة قمحٍ...
وطَناً نبلعه من غير ماءٍ...
كحبوب الأسبرينْ...!».
رأينا حفلات الردح والهجاء، من جمهور و«ميديا» إيران الخمينية، وتركيا الإردوغانية، و«حماس»، وحتى السلطة الفلسطينية، وجماهير «الإخوان» وإيران في الخليج واليمن والعراق... إلخ، ومراهقي اليسار والقومية حتى من أشياخ السن...
لكن بعدها، اليوم، نجد رأس حربة «المقاومة» في المنطقة، والشاتم الأول لكل من يفتح قنوات حوار سياسي «علني» مع تل أبيب، الذي هو «حزب الله»، يسارع لتأييد حوار لبنان مع إسرائيل!
نعم، بكل مباشرة وصراحة، لنرصد موقف «حزب الله» الأخير، حيث قالت كتلة «حزب الله» البرلمانية، في بيان، إنَّ الاتفاق على إطار تفاوضي مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، «لا علاقة له بنهج المصالحة والتطبيع الذي انتهجته دول عربية»، وإنه «خلافاً لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك أنَّ الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتَّصل بحدودنا البحرية الجنوبية واستعادة أرضنا، وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية».
هذا تسويغ وتبرير وتفسير جماعة إيران في لبنان «للتطبيع» مع إسرائيل، بحجة التفاوض على حقوق الدولة والقضية الوطنية، وهو بالضبط ما فعله عرفات من قبل والسادات والملك حسين وحتى حاول فعله حافظ الأسد.
هل هناك تطبيع حلال وآخر حرام؟ حوار مقدّس وآخر مدّنس مع إسرائيل؟
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وشريك «حزب الله»، قال مؤخراً إنَّ التواصل اللبناني - الذي هو مع «الكيان الصهيوني» - سيكون برعاية من الأمم المتحدة، والمثير أنَّ إسرائيل نفسها رحَّبت بهذا الموقف اللبناني، كما الولايات المتحدة أيضاً!
على ذكر عرب الممانعة وخطباء القضية، فقد أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» الروسية مؤخراً أنه ممكن «أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، فقط عندما نستعيد أرضنا». وأضاف «الدكتور» على طريقته التنظيرية: «نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإنَّ الجواب هو لا».
لا تهمُّ هذه الحذلقات الأسدية، المهم هو كسر المحرم في الحكي، وهذا ما لمح له رئيس الممانعة والمقاومة في حديثه للوكالة الروسية... وقبله دافع ونظّر حزب الخمينية في لبنان.
هل نحتاج إلى قصيدة نزارية معاصرة بعنوان «المهرولون الجدد»؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الممانعون أو «المهرولون الجدد» الممانعون أو «المهرولون الجدد»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon