توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفق «كورونا»... الدخول والخروج

  مصر اليوم -

نفق «كورونا» الدخول والخروج

بقلم: مشاري الذايدي

كان «المزاج» العالمي -العرب جزءٌ من هذا المزاج- متّجهاً نحو «الخروج» من عالم «كورونا»، خصوصاً بعد الضخ الإعلامي العالمي الجبار عن جائحة كورونا (كوفيد – 19) ومئات آلاف المقابلات التلفزيونية، والإذاعية الحيَّة وعلى الأونلاين، لأطباء وخبراء، وأشباه الأطباء والخبراء، والساسة، وأشباه الساسة، والمثقفين... وأشباه المثقفين!

تزايدت الأخبار الجيدة مؤخراً عن تصنيع اللقاحات المضادة، بل صرنا أمام تنافس أميركي أوروبي صيني روسي على مَن لقاحه أفضل من لقاح الآخرين، إضافة لذلك صارت الحياة أكثر سلاسة وأقل تجهماً، بعد شهور عسيرة من إجراءات العزل ودمار الاقتصاد، خصوصاً اقتصاد الخدمات والسياحة والطيران، ومرحلة نفسية كئيبة غير مسبوقة في العصر الحديث، بسبب مزيج من القلق والإشاعات وقطع التواصل الطبيعي بين بني «الإنسان»، ومما يقال عن سبب اشتقاق اسم الإنسان إنه من الأنس والمؤانسة المركوزة في فطرة الإنسان.

في غمرة المزاج الأبيض بالخروج من هذا النفق الأسود، واتجاه العالم للانتصار على هذا العدو الخبيث، و«هدوء» الإعلام، نسبياً، عن العويل والويل والثبور وعظائم الأمور، خصوصاً مع الثقة بقدرات البشر الكبيرة على عبور الأزمات، بجهود العلماء المخلصين، وسعي الساسة الحكماء... في غمرة هذا المزاج، فجأة ومن دون سابق إنذار، إذ بحديث كثيف عن موجة أخرى من كورونا «المتحوّر» اندلعت من بريطانيا، وعودة لسياسات العزل ضد بريطانيا من الخارج، وداخلها ضد المقيمين والمواطنين في بريطانيا، والأمر شبيه بذلك إلى حدٍّ ما في ألمانيا.

ثارت أسئلة من نوع: هل اللقاح الجديد، الأميركي أو غيره، مفيد ضد هذه السلالة المتحورة كما يصفونها، وهل المتحوّرة هذه أصلاً مخيفة؟ هل اللقاح الجديد أخذ دورته الطبيعية في الاختبارات، أم أنَّ هناك مناخاً من الإشاعات المرجفة حول عدم نجاعة هذا اللقاح، ونتائجه الجانبية غير المضمونة؟ أين الكلام السياسي من الكلام العلمي في كل هذا الجدل؟!

والسؤال الكبير: هل يحتمل العالم عزلاً صارماً كالذي فُرض على الكوكب طيلة السنة التي توشك على الرحيل، سنة «كورونا»، سنة 2020؟

في 17 أبريل (نيسان) من 2020 كتبت هنا في هذه المساحة التالي:

«أظن أنه لا يمكن للدول في العالم، على الأقل في الأمدين القريب والمتوسط، تحمّل جائحة اقتصادية واجتماعية قريباً كما هو جارٍ الآن، لذلك فتوفير خطة طوارئ مقبلة ووضع كوادر طبية وبشرية وتخزين مواد وأجهزة طبية وغذائية وخدماتية، وتجهيز قدرات (سريعة) لبناء مشافٍ ميدانية، وتخرين أجهزة تنفس، وما شابهها، لما قد يحمله المستقبل، لا سمح الله، من مفاجآت سيئة، كل ذلك هو من عزائم الأمور... حتى يأذن الله بالنور والسرور».

لا ندري حتى الآن عن الخط العالمي المعتمد في التعامل مع هذا المتحوّر الجديد، لكن لا شك أنَّ العقل والتجربة يقتضيان انتهاج أسلوب آخر، أكثر نجاعة وأقل فجاعة، لصالح البشرية جمعاء، في صحتها الجسدية... والنفسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفق «كورونا» الدخول والخروج نفق «كورونا» الدخول والخروج



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon