توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بابا الفاتيكان في العراق... البدايات والنهايات

  مصر اليوم -

بابا الفاتيكان في العراق البدايات والنهايات

بقلم: مشاري الذايدي

زيارة بابا الفاتيكان، فرنسيس، المزمعة للعراق صبيحة الجمعة المقبلة، زيارة عظيمة الدلالات، قوية الإشارات، في عصر العراق المترع بالفتن الهائلات.
هي زيارة فيها طابع ديني، حيث العراق مهد النبي إبراهيم، الموقّر لدى الديانات السماوية الثلاث، وحيث ذكر نينوى، في الكتاب المقدّس، مبعث النبي يونس أو يونان... وإلى ذلك فيها الكثير من المعاني السياسية.
حقّق الأب الأرجنتيني المتعاطف مع الفقراء، أمنية سلفه البولندي والبابا التاريخي يوحنا بولس الثاني، الذي كان يريد زيارة بلاد النبي إبراهيم مطلع الألفية السابقة، لكن النظام العراقي حينها اعتذر له عن صعوبة تأمين الحماية له، إضافةً إلى رسائل المعارضة العراقية للبابا تقبّح له زيارة العراق في ذاك التوقيت.
يزور البابا اليوم العراق، ويتَّجه إلى أهم مركز مسيحي عراقي، وهو سهل نينوى والموصل، لكنّ الحال غير الحال، فعدد المسيحيين العراقيين في تناقص مخيف، من مليون ونصف المليون مسيحي حتى عام 2003 إلى نصف مليون اليوم... وربما أقل حسب بعض التقديرات.
يحلو للبعض، تسبيب هذا التناقص الحادّ في إحدى أقدم الطوائف المسيحية في العالم، وهي الطائفة العراقية، إلى احتلال «داعش» الإرهابي للموصل ونينوى 2014، لكنّ ذلك غير صحيح.
نعم «داعش» ارتكب الجرائم المخزية ضد مسيحيي نينوى -وكل العراقيين- وتسبب في موجات هجرة جديدة، لكنّ المشكلة سابقة لهذا التوقيت بكثير، فقد فَقدَ المسيحيون العراقيون الشعور بالأمان منذ اندلاع الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة غبّ سقوط نظام صدام حسين 2003، وأسهم الصعود الطائفي المرعيّ من إيران وفقدان الدولة العراقية، بنفس القدر الذي أسهمت به عصابات «داعش»، في تهجير المسيحيين وتخويفهم.
كما أسهم الفساد السياسي و«الفرهود» المنظّم للمال العام والخاص، في إضعاف شأن المسيحيين، ومثلاً في يناير (كانون الثاني) 2019 أثارت قضية هدم وبيع كنيستين أثريتين في بغداد جدلاً واسعاً في الأوساط المسيحية العراقية، وتم توجيه الاتهام، من نشطاء مسيحيين عراقيين إلى موظفين ورجال دين مسيحيين، في نهب هذه المواقع وبيعها لصالح فاسدي العهد الجديد، وطبعاً ليس «داعش» منهم!
مأساة المسيحيين العراقيين مأساة قديمة، ومَن أجرم بحقهم ليس طرفاً واحداً، وإعادة الحياة لوجودهم، ليست رهناً بسبب واحد أو متهم وحيد، إلا إذا أراد المتلاعبون السياسيون والطائفيون، خصوصاً من أتباع إيران -وأتباع الأتباع من فسدة الساسة العراقيين- جعل الأمر بهذه الصورة... كسباً للصوت المسيحي الأهم في العالم، وهم، عنيتُ ربيبي فكر الخميني، أكثر الناس إهانة للمسيحيين خصوصاً في التعامل الشخصي.
حملت زيارة البابا فرنسيس للعراق شعار «أنتم جميعكم إخوة» (من إنجيل متى). وجاء في رسالته الحبرية «جميعنا إخوة»، الصادرة في خريف 2020 العبارة التالية، ولعلها مسك الختام: «اليوم إمّا أن نخلص جميعاً أو لا يخلص أحد».
وللحديث صِلة...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بابا الفاتيكان في العراق البدايات والنهايات بابا الفاتيكان في العراق البدايات والنهايات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon