توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا... ليس باسم المسلمين هذا

  مصر اليوم -

فرنسا ليس باسم المسلمين هذا

بقلم : مشاري الذايدي

المتهم الأول «سياسيا» عن خلق التحريض والتشجيع على الجنون ضد فرنسا، هو خطاب الرئيس التركي الشعبوي الجاهل، رجب طيب إردوغان.
خطورة إردوغان هو أنه يدير ماكينة إعلامية عالمية، ويلتف حوله، في سلوك صوفي ودروشة سياسية، جموع من جماهير «الإخوان المسلمين» في أنحاء العالم، كما يلوك أكاذيبه ودعاياته فئام من «عوام» المسلمين في شتى الأصقاع، خاصة مع فاعلية النشر والبث والترويج للماكينات الإخوانية وشبه الإخوانية، سيما بين الشعوب التركية وغير العربية.
لا حاجة لنا لتكرار القول بأنه لا يوجد مسلم يرضى الإساءة لجوهر دينه، هذا طبعاً مرفوض ولسنا بحاجة لإردوغان لنعرف عظمة تاريخنا ونبل ديننا، ولكن سبب غضب إردوغان على ماكرون وفرنسا، كما قلنا في المقال الأخير، ليس رسومات كاريكاتير - هي جزء من الثقافة الفرنسية أعجبنا أم لا - والرد عليها يكون بالحجة والبيان والسلوك القويم أيضاً، لكن غضب السلطان التركي «الحقيقي» هو مواقف فرنسا ضده بليبيا وسوريا وأرمينيا والبحر الأبيض المتوسط، هذا هو السبب الحقيقي، والباقي تسويغات شعبوية.
زاد غضب «الإخوان» وأتباعهم وأشباههم، ورمزهم إردوغان، بعدما قررت الإدارة الفرنسية «بدء» المواجهة مع جماعات «الإخوان» وأشباههم.
كانت نتيجة كل هذا الجو المحموم الهجوم «الإرهابي» الذي قام به شاب تونسي مهاجر، حسب المعلومات الأولية، على كاتدرائية «نيس» وذبح امرأة وطعن عامل.
في نفس التوقيت تقريباً قتلت الشرطة الفرنسية في «مونتفافيه» قرب مدينة أفينيون جنوباً شخصاً هاجم الناس بمسدسه.
أيضا بموازاة ذلك قبضت الشرطة السعودية على رجل هاجم حارس القنصلية الفرنسية بمدينة جدة غرب البلاد، بعدما هاجم بخنجر حارس القنصلية الفرنسية.
هل كل ذلك من قبيل المصادفة؟!
هناك حالة «تهييج» عالمية وتجهيز مناخ عدواني بذريعة الرسوم المسيئة للإسلام، ثم «تحريف» كلام الرئيس الفرنسي ماكرون - بالمناسبة لستُ من معجبيه سياسيا بشكل عام! - الذي كان يتحدث عن المتطرفين الفكريين الإسلاميين وليس عن دين الإسلام نفسه أو بقية المليارين من مسلمي الكرة الأرضية.
تركيا كما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، لم تصدر أي إدانة لذبح المدرس صامويل باتي، وهي تمارس حملة تحريض عالمية على فرنسا.
أصوات مسلمة مهمة سارعت لتبرئة الإسلام من خبائث «الإخوان» والمتطرفين وإردوغان، وغيرهم من «شعبويي» الساسة المسلمين.
وزارة الخارجية السعودية قالت إن المملكة تستنكر بشدة الهجوم «الإرهابي» على كنيسة نوتردام. وكذلك الأزهر المصري ودول مسلمة أخرى.
على كل حال، سلسلة الهجمات الداعشية والقاعدية على فرنسا ليست وليدة اليوم، نتذكر حين قتل مهاجمان كاهناً وأصابا رهينة بكنيسة شمال فرنسا في 26 يوليو (تموز) 2016. وفي 14 يوليو 2016 قاد مسلح شاحنة وصدم بها المحتفلين بيوم الباستيل في نيس - نفسها التي هوجمت أمس - وقتل 86 شخصاً، وأصاب العشرات، المهاجم فرنسي - تونسي «داعشي».
إردوغان والمتطرفون بفرنسا وكل أوروبا، من جهلة المسلمين، ورموز «الإخوان» في الدنيا كلها... لا يمثلون حضارة وتاريخ وعدد المسلمين.
ليس باسم المسلمين، إذن، هذا الجنون الإخواني - الإردوغاني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا ليس باسم المسلمين هذا فرنسا ليس باسم المسلمين هذا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon