توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وتركيا... تحت الضلوع

  مصر اليوم -

مصر وتركيا تحت الضلوع

بقلم: مشاري الذايدي

بعد جملة من الإشارات التركية للتقارب مع مصر، تواترت الخطوات لتحسين العلاقة بين القاهرة وأنقرة.

وزير الخارجية المصري سامح شكري، علَّق أمس الأحد، على هذا التقارب بالقول إنَّ المواقف السلبية للساسة الأتراك لا تعكس العلاقة بين الشعبين المصري والتركي، مؤكداً أنَّ السياسة الخارجية لمصر متزنة، وهي ليست في مواجهة أي طرف. ونبَّه الوزير المصري إلى أنَّ هناك صعوبات خاصة في ظل التطورات وحالة الاستقطاب على الساحة الدولية.

وبينما تسعى أنقرة لـ«تفاهمات واجتماعات ثنائية الشكل والتناول»، تتمسك القاهرة بـ«مراعاة مقتضيات الأمن القومي العربي»، ووقف «التدخل التركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». ماذا جرى ليغيّر إردوغان من لغته العدوانية وسياساته الضارة ضد مصر، طيلة السنوات القليلة الماضية؟

وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، يعتقد، كما في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ تركيا مع بوادر السياسات الأميركية والأوروبية الجديدة، تريد قفل الجبهات مع الأخذ بالاعتبار احتمالية عقد قمة أوروبية - أميركية، ستكون تركيا هدفاً لها، مع الموقف الأميركي الصارم من صفقة منظومة الصواريخ الروسية الدفاعية التي أبرمتها تركيا، وطبعاً التوتر الخطير في شرق المتوسط خاصة مع اليونان، ومحاولات أنقرة اللحاق بنادي الغاز في شرق المتوسط.

مضارّ تركيا الإردوغانية على الدول العربية وغير العربية، مثل اليونان وأرمينيا، وفيرة خطيرة، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.

هذه التركيا اليوم تفسد الأرض والبر والبحر، في سوريا والعراق وليبيا، بشكل مباشر وعلني، وبطرق أخرى في البحر الأحمر والخليج العربي.

هي مركز العمليات التحريضية الإعلامية، والتنسيق الحركي، لجماعة الإخوان المسلمين، فهي بمثابة المركز العام لإخوان مصر والخليج وليبيا وسوريا والعراق، ومنها يبثّون برامجهم الخبيثة - خاصة ضد مصر - ومنها تنطلق عدة فضائيات إخوانية مصرية معادية.

هل يعقل تصوّر أن يتخلّى إردوغان وحزبه وتحالفاته العالمية، فجأة، عن كل هذا الإرث وهذه الاستثمارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والإعلامية، بسبب أنَّهم اكتشفوا فجأة في تركيا، أهمية مصر والإمارات والسعودية وغيرها؟!

أعجبني تعليق لمصدر مصري مسؤول نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، إذ قال: «يمكننا القول إنَّ تركيا بصدد مرحلة راحة استراتيجية، يعقبها استئناف المساعي نفسها، وما هو معروض حتى الآن لا يخرج عن دائرة التكتيكات البسيطة».

نعم، الكرّ والفرّ من شيم السياسة وطبائعها - ولا تثريب في هذا، بل يجب فعله أحياناً للمصلحة الوطنية - لكن من الضرورة القصوى التيقّظ للفارق بين التكتيكي والاستراتيجي، الحقيقي والزائف، الثابت والمتحّول...

لا يَغرَنْك ما ترى من رجالٍ إنَّ تحتَ الضلوعِ داءً دَوِيَّا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وتركيا تحت الضلوع مصر وتركيا تحت الضلوع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon