توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا... الوجه الآخر للقمر

  مصر اليوم -

سوريا الوجه الآخر للقمر

بقلم : مشاري الذايدي

القمر الذي نراه نحن البشر، وهو في كامل نوره، بدراً يُشعُّ بين ستائر الليل الوديع، ليس إلا وجهاً واحداً للقمر. نحن لا نرى الوجه الآخر للقمر؛ لأسبابٍ تتصل بنمط دوران القمر ودوران الأرض.

هذا القمر الذي تغزّل به الشعراء منذ الأزل، بل وعبدته بعض النِّحل «الرومانسية»، ليس الصورة الكاملة، لكن جهود علماء الفلك ومراصد السماء والمركبات المرسلة للسبر والفحص، كشفت لنا الصورة الأخرى، وصوّرت كامل محيط القمر، وكل جِلده، الظاهر لنا منه والمخفي... فالمجد للعلم والعلماء.

اليوم، ومع فرح كل إنسان يملك ضميراً حيّاً بزوال نظام حكمٍ من أسوأ الأنظمة التي مرّت علينا في ديارنا العربية؛ نظام بشار الأسد الذي كان بلا عقلٍ سياسي ولا قلبٍ أخلاقي... مع هذا الفرح الصادق، يجب ألّا يجعلنا هذا لا نرى من سوريا إلا صفحة واحدة من مشهدها.

الأخطار التي تُهدّد سوريا الجديدة اليوم، متنوّعة، بعضها داخلي وبعضها خارجي. نبدأ بالخارجي، وهو الطمع التركي، وعقلية الغنيمة «الإخوانية» الدولية، والانتقام الإيراني المنتظر... وقد سألتُ هنا سابقاً: هل سترضى إيران بالهزيمة، ومن الغنيمة السورية بالإياب، فقط؟!

لدينا إشارات إيرانية مقلقة، خلال الأيام الماضية، من مرشد النظام، لوزير خارجيته، وأخيراً لدينا هذا التعليق من أحد سدنة النظام القدامى، وهو محسن رضائي عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق لـ«الحرس الثوري»، الذي نقلته عنه وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية، وهو قوله: «الشباب والشعب السوري المقاوم لن يصمتوا أمام الاحتلال. خلال أقل من عام، سيبعثون المقاومة في سوريا بشكل جديد».

أمّا الخطر الداخلي، وبعضه له علائق خارجية، مثل تنظيم «داعش»، فهو خطرٌ متربصٌ، مهما وعدت أميركا وتركيا والجولاني بمواجهته؛ لأن «داعش»، للأسف، يملك بعض أسباب الانبعاث العقائدية، واللوجستية، والبشرية، يكفي أن نتخيّل آلاف العناصر المحشورين في معسكرات كبرى في شرق سوريا تحت سلطة «قسد»، فضلاً عن الوجود العملي في البادية السورية والحدود العراقية، وخطوط الإمداد الداعشية بشرياً وإعلامياً وفكرياً، من خارج سوريا والعراق.

لدينا داخلياً أيضاً، الجماعات المنضوية، مؤقتاً، تحت سلطة «هتش»، وبعضها له تاريخٌ قريب من الصراع الدموي... حروبٌ قريبة العهد تخلّلتها إعدامات متبادلة، وعمليات انتحارية، مع سلطات إدلب، مثل: «الأحرار»، و«حرّاس الدين»، و«لواء الأقصى»، و«جند التوحيد»، وطبعاً حزب «التحرير» الذي يعلن صراحة تكفيره لقائد الهيئة الجديدة.

من الأخطار الداخلية أيضاً، دور ومصير الفصائل الأجنبية، أو «المهاجرين» كما في قاموس الإسلاميين، مثل: الحزب الإسلامي التركستاني، وجماعة التوحيد والجهاد الأوزبكية، وجيش المهاجرين والأنصار القوقازيين، وحركة شام الإسلام (المغاربة)، وجماعة الألبان والمالديف، وغيرها.

نعم، لم نتحدّث عن تحديات بناء الوطنية الجامعة، وهوية الدولة، والعلمانية والإسلامية والعروبة، وغير ذلك.

نحن نرى الوجه الجميل من القمر السوري - وهو في بعض ملامحه جميل المحيّا حقّاً - لكنه ليس الوجه الوحيد. ثمّة وجهٌ آخر، وليس من سبيلٍ إلى اكتشافه والتعامل معه إلّا بمسبار العلم، ومرصد التفكير الموضوعي البحت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا الوجه الآخر للقمر سوريا الوجه الآخر للقمر



GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:12 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:11 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

GMT 07:10 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 07:09 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 07:07 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 07:06 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

GMT 07:05 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«كايسيد»... ومواجهة وباء الكراهية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon