توقيت القاهرة المحلي 13:47:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نهضة» تونس والجهاز السرّي!

  مصر اليوم -

«نهضة» تونس والجهاز السرّي

بقلم - مشاري الذايدي

في 26 يوليو (تموز) عام 2013، اغتال مسلحون مجهولون السياسي التونسي اليساري، المناهض لجماعة «النهضة» الإخوانية التونسية، محمد البراهمي، بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة. وقبلها بشهور، اُغتيل القيادي في الجبهة الشعبية، المعادي هو الآخر لـ«النهضة» وحكومتها، شكري بلعيد.
مَن اغتال الرجلين المعاديين لحزب «النهضة»؟
لا يوجد أمر واضح حتى الآن، غير أن هيئة الدفاع عن المغدورَين، فجّرت قنبلة سياسية حين كشفت عن وجود «جهاز سري» تابع لـ«النهضة»، يقوم بأعمال سوداء، وهو من غطّى القتلة، وأخفى الأوراق، طبقاً لإفادات هيئة الدفاع.

هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أكدت، في مؤتمر صحافي، أنّ حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية. الشخص المشرف على هذا الجهاز، وقد ذكرت اسمه صراحةً هيئة الدفاع، كان يحوز وثائق تتعلق بملف اغتيال بلعيد والبراهمي، مؤكدة أنّها عثرت، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي سكنه الشخص المشرف على الجهاز، وهو بالمناسبة محبوس حالياً بتهم تتعلق بالتلاعب بوثائق. هذه الاتهامات الخطيرة، علّق عليها الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، فقال: «إن النيابة تحقّق في الاتهامات التي وردت في المؤتمر الصحافي لهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، في شأن سرقة حركة النهضة ملفات متعلقة بقضية اغتيالهما».

ننتظر كلمة القضاء الأخيرة بهذا الصدد، لكن المهم هو أن هذا السلوك، أعني التحرك بمستويين من الناشط، ظاهر وباطن، علني وسري، ناعم وخشن، مراوغ وصريح... هو شيمة من شيم الخلق الإخواني القديم، فهناك كلام خاص لأهل الدعوة، و«الإخوة» السابقين الصادقين، أمناء الدعوة، وهناك كلام يقال للأغيار الأباعد.
شيمة لها ينابيع تليدة، نبع يتفجر من تنظير ديني يتعلق بفضيلة «الكتمان» والمرحلة المكية، ونبع يتدفق من المناخ السياسي والحزبي الذي وُلدت فيه حركة «الإخوان» في النصف الأول من القرن المنصرم، وهو عهد الحركات السرية والميليشيات الخفيّة، بامتياز، في مصر حيث القمصان الخضراء والسوداء والحرس الحديدي... إلخ، وخارج مصر في لبنان والعراق، وكله مستورد من الثقافة الأوروبية السياسية، خصوصاً إسبانيا وإيطاليا.. وطبعا ألمانيا.
وعليه فلا غرابة إن حصل هذا مع جماعة «النهضة» التونسية، فالعصا من هذه العصّية. وكما قلنا، الكلمة الفصل للقضاء التونسي... هنا فقط ننزع قشرة الاندهاش التي قد تتسربل على مشاعر البعض من الطيبين.
بكلمة، هناك دوماً كلام للعامة وكلام للخاصة، ظاهر وباطن، علن وأسرار، هكذا كانوا من قبل وهكذا سيظلون، وعلى المندهشين توفير الاندهاشات لما هو أصدق!

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نهضة» تونس والجهاز السرّي «نهضة» تونس والجهاز السرّي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon