توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نهضة» تونس والجهاز السرّي!

  مصر اليوم -

«نهضة» تونس والجهاز السرّي

بقلم - مشاري الذايدي

في 26 يوليو (تموز) عام 2013، اغتال مسلحون مجهولون السياسي التونسي اليساري، المناهض لجماعة «النهضة» الإخوانية التونسية، محمد البراهمي، بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة. وقبلها بشهور، اُغتيل القيادي في الجبهة الشعبية، المعادي هو الآخر لـ«النهضة» وحكومتها، شكري بلعيد.
مَن اغتال الرجلين المعاديين لحزب «النهضة»؟
لا يوجد أمر واضح حتى الآن، غير أن هيئة الدفاع عن المغدورَين، فجّرت قنبلة سياسية حين كشفت عن وجود «جهاز سري» تابع لـ«النهضة»، يقوم بأعمال سوداء، وهو من غطّى القتلة، وأخفى الأوراق، طبقاً لإفادات هيئة الدفاع.

هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أكدت، في مؤتمر صحافي، أنّ حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية. الشخص المشرف على هذا الجهاز، وقد ذكرت اسمه صراحةً هيئة الدفاع، كان يحوز وثائق تتعلق بملف اغتيال بلعيد والبراهمي، مؤكدة أنّها عثرت، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي سكنه الشخص المشرف على الجهاز، وهو بالمناسبة محبوس حالياً بتهم تتعلق بالتلاعب بوثائق. هذه الاتهامات الخطيرة، علّق عليها الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، فقال: «إن النيابة تحقّق في الاتهامات التي وردت في المؤتمر الصحافي لهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، في شأن سرقة حركة النهضة ملفات متعلقة بقضية اغتيالهما».

ننتظر كلمة القضاء الأخيرة بهذا الصدد، لكن المهم هو أن هذا السلوك، أعني التحرك بمستويين من الناشط، ظاهر وباطن، علني وسري، ناعم وخشن، مراوغ وصريح... هو شيمة من شيم الخلق الإخواني القديم، فهناك كلام خاص لأهل الدعوة، و«الإخوة» السابقين الصادقين، أمناء الدعوة، وهناك كلام يقال للأغيار الأباعد.
شيمة لها ينابيع تليدة، نبع يتفجر من تنظير ديني يتعلق بفضيلة «الكتمان» والمرحلة المكية، ونبع يتدفق من المناخ السياسي والحزبي الذي وُلدت فيه حركة «الإخوان» في النصف الأول من القرن المنصرم، وهو عهد الحركات السرية والميليشيات الخفيّة، بامتياز، في مصر حيث القمصان الخضراء والسوداء والحرس الحديدي... إلخ، وخارج مصر في لبنان والعراق، وكله مستورد من الثقافة الأوروبية السياسية، خصوصاً إسبانيا وإيطاليا.. وطبعا ألمانيا.
وعليه فلا غرابة إن حصل هذا مع جماعة «النهضة» التونسية، فالعصا من هذه العصّية. وكما قلنا، الكلمة الفصل للقضاء التونسي... هنا فقط ننزع قشرة الاندهاش التي قد تتسربل على مشاعر البعض من الطيبين.
بكلمة، هناك دوماً كلام للعامة وكلام للخاصة، ظاهر وباطن، علن وأسرار، هكذا كانوا من قبل وهكذا سيظلون، وعلى المندهشين توفير الاندهاشات لما هو أصدق!

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نهضة» تونس والجهاز السرّي «نهضة» تونس والجهاز السرّي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon