توقيت القاهرة المحلي 11:59:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق... أم العكس؟

  مصر اليوم -

هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق أم العكس

بقلم: مشاري الذايدي

بعد أسبوعين من هجوم بقذائف «مورتر» على قاعدة «بلد» العسكرية في العراق، وهو أول هجوم ضمن عدة هجمات على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية وعلى موقع تستخدمه شركة طاقة أميركية... أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمره بحلّ فصائل «الحشد الشعبي» وتحويلها للقطاع العسكري «الرسمي» للدولة، أو للدقة، تخيير الفصائل بين هذا، والعمل السياسي البحت.
خطر «الحشد الشعبي» المرتبط صراحة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، لم يقتصر على استهداف الأميركان بالعراق، بل تحدثت تقارير صحافية أميركية عن أن الهجوم على أنابيب النفط السعودي في وسط البلاد، هجمات منطقة الدوادمي، كان بطائرات مسيّرة آتية من العراق!
من يراجع أدبيات ميليشيات «الحشد الشعبي» - ما عدا ميليشيات مقتدى الصدر، «السرايا» نوعاً ما - يجدها تعبّر عن مصالح قاسم سليماني وبقية إرهابيّي فيلق أو فوج «القدس»، الذارع الإيرانية الإرهابية الخارجية.
وعليه، فإن استخدام «الحرس الثوري» الإيراني لهذه العصابات الإرهابية من أجل ضرب خصوم النظام الإيراني، أمر واضح، بل هو مبعث فخار عند قادة هذه الفصائل، يقولون ذلك علناً، وعندك نماذج «لطيفة» مثل أكرم الكعبي، وقيس الخزعلي، تثير القلق حقاً على مستقبل العراقيين.
ماذا يعني قرار عبد المهدي؟
هل يعني ذلك «إنهاء» «الحشد الشعبي»، وحصر السلاح بيد الدولة حقاً؟ ما مصير عشرات الآلاف من «الزعران» الطائفيين من أعضاء هذه الميليشيات الرثّة أخلاقياً؟
ماذا يعني بالضبط تحويل هؤلاء للجيش والشرطة وبقية الأوعية الرسمية للدولة؟ أليس معنى ذلك «شرعنة» عصابات «الحشد»، فيما يشبه تكوين «حرس ثوري» بنسخة عراقية، ونحن نعلم سطوة وتغوّل «الحرس الثوري» الإيراني على الدولة الإيرانية، حتى بصيغتها الخمينية!
قرار عبد المهدي تحدث عن «ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة وارتباط (الحشد) رسمياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وإنهاء جميع التسميات التي كانت تستعمل خلال فترة الحرب على (داعش)، فضلاً عن إغلاق جميع المكاتب الاقتصادية التابعة لـ(الحشد)».
جميل... لكن نحن نعلم أن البرلمان العراقي، الذي به كتل كاملة تعبّر عن فصائل «الحشد الشعبي»، قد شرّع قانوناً لـ«الحشد الشعبي» بوصفه تشكيلاً عسكرياً عام 2015.
لا نريد خداع أنفسنا، صحيح أن صيغة القرار الذي أصدره الرئيس عبد المهدي صيغة حضارية دولتية، لكن الواقع على الأرض يقول إن «الحشد الشعبي» يحتل الدولة العراقية، و«الحشد الشعبي» بدوره محتل من النظام الإيراني، بل قُل «يؤمن» ولائياً بمرجعية الولي الفقيه بطهران، سيد خامنئي.
مؤكد أن ثمة ضغوطاً أميركية خلف القرار، ومساندة طبيعية من العراقيّ العادي، لكن هذا ليس كافياً، حتى يُفعل بـ«الحشد» كما فعل السلطان العثماني محمود الثاني بالإنكشاريين حتى يمكنه إصلاح سلطنته... بغابر الزمان والأوان، والله المستعان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق أم العكس هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق أم العكس



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon