توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلف البلاء... وانتظار النور

  مصر اليوم -

إلف البلاء وانتظار النور

بقلم: مشاري الذايدي

رغم أن عدد الوفيات الناجمة عن جائحة «كورونا» عالمياً لم يصل المائة ألف حتى اليوم، ورغم أن فيروس «كورونا المستجد» كما يقول الخبراء خطورته ليست في كونه مرضاً قاتلاً لكل مصاب به، بل لسرعة تفشيّه ولكون المستهدفين به هم من المسنيّن أو من لديهم علل تضعف مناعتهم... رغم ذلك كله، فإن هذا الضيف الثقيل سبب كارثة عالمية؛ موجة من الاكتئاب السياسي والاقتصادي... والنفسي طبعاً على مستوى العالم.
في خضمّ التسابق العالمي للخروج من نفق «كورونا» الأسود، نجد ومضات مضيئة مبشّرة في هذا الليل البهيم.
من ذلك؛ هذا الخبر الذي انتشر عالمياً، وهو تعافي كورنيليا راس السيدة العجوز الهولندية (107 أعوام) من فيروس «كورونا» لتصبح أكبر ناجية في العالم من جائحة فيروس «كورونا المستجد» على الأرجح. وقالت ممرضتها لإحدى الصحف: «لم نتوقع أن تنجو من ذلك. إنها لا تتناول أي أدوية وتمشي جيداً وتركع على ركبتيها كل مساء لتشكر الرب. ستظل فيما يبدو قادرة على الاستمرار في القيام بذلك».
وحسب تفاصيل الخبر فإنه قبل كورنيليا راس، كان أكبر ناج من «كورونا» في العالم أميركياً يبلغ من العمر 104 أعوام.
هذه ومضة مفرحة تشير إلى أنه حتى الطاعنين في السن ليس ضرورة أن يكون رحيلهم عنّا حتمياً بسبب «كوفيد - 19» وهذا أمر حسن، لكن الأحسن هو تسارع الجهود لإقرار العلاج المتجادل عليه، علاج الملاريا، ليكون نافعاً تجاه هذه الجائحة.
المهم هو أن الدمار الهائل الذي تسبب فيه العزل العالمي، وتوقف الحياة وعجلة الاقتصاد بكل الأرض، لهما عواقب مخيفة، لذلك نجد هذا التنادي الدولي لسرعة إيجاد المخرج، الذي يضمن مجابهة «كورونا» وعدم انهيار المستشفيات في العالم بسبب تقاطر الجموع عليها، وفي الوقت نفسه يجعل دورة الحياة قائمة، ولو بحدّها الأدنى. لم يوجد المخرج بعد، لكنه حتماً سيوجد قريباً.
في كل الأحوال، قدرة البشر على التكيّف من «البلاء» لا حدود لها، تذكرت في هذا الصدد ما ذكره المؤرخ والطبيب والفيلسوف المسلم، عبد اللطيف البغدادي المعروف بابن اللبّاد، المتوفى سنة 629 هجرية، عن المجاعات والأوبئة الرهيبة التي أصابت مصر، وكان مقيماً بها، طبيباً ومعلماً، آتياً من بغداد، وسجل شهادات عينية مذهلة عن البلاء الذي أصاب الناس بسبب فيضان النيل ثم المجاعة التي جعلت أكل الحيوانات النافقة، بل وأكل بعض الأطفال البشريين! نعم، الأطفال، سلوكاً متكرراً بسبب انعدام الطعام.
يقول البغدادي في كتابه الشهير (الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر)، عن حوادث سنة 598 هجرية: «ودخلت هذه السنة والأحوال التي شرحناها في السنة الخالية على ذلك النظام أو في تزايد... وقلَّ خطف الأطعمة من الأسواق وذلك لفناء الصعاليك وقلَّتهم مِن المدينة، وألِفَ الناس البلاء واستمروا على البلاء حتى عاد ذلك كأنه مزاج طبيعي».
نحن اليوم في عالم غير عالم البغدادي في تلك الأزمنة، لكن رغم ذلك فإن إِلف البلاء بأي درجة منه، هو السلاح البشري العميق القديم الجديد. ومع ذلك فنحن محكومون بالأمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلف البلاء وانتظار النور إلف البلاء وانتظار النور



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon