توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجب الثاني... الفاتح للعجائب

  مصر اليوم -

رجب الثاني الفاتح للعجائب

بقلم: مشاري الذايدي

رجب طيب إردوغان هو سلطان العجب، على وزن سلطان الطرب، لقب الفنان الشهير جورج وسوف.
مفرقعات الرجل السياسية والشعبوية لا تنقضي، وآخرها قراره إلغاء هوية «آيا صوفيا» التي كانت مسجداً، هو في الأساس أشهر كنيسة شرقية للعالم المسيحي الشرقي، من أيام الإمبراطورية البيزنطية، الجناح الشرقي للإمبراطورية الرومانية الغربية في فجر المسيحية السياسية.
لست في وارد الجدل الديني حول الأمر، بل في اصطياد النزعات أو قل النزغات السياسية التعبوية من وراء هذه القفرة الإردوغانية العالمية الخطيرة.
حتى نقترب أكثر من طبيعة «المخ» الإردوغاني ومن يتبعه، دققوا في تاريخ الافتتاح المقرر لآيا صوفيا، وإلغاء قرار الرئيس «الجمهوري» والد الأتراك، مصطفى كمال أتاتورك، بجعلها متحفاً جامعاً بين عالمي المسيحية والإسلام، خصوصاً أن إسطنبول حافلة بمئات المآذن الجميلة، ويقدر عدد مساجدها بنحو 3200 مسجد.
التاريخ الذي اختاره إردوغان لـ«الفتح» الجديد هو يوم 24 يوليو (تموز) الحالي، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى توقيع اتفاقية لوزان 24 يوليو عام 1923 التي دشنت الجمهورية التركية وألغت الجغرافيا العثمانية. إردوغان هاجم هذه الاتفاقية عام 2016 ويعتقد أنه قائد الثورة العثمانية الجديدة، لاستعادة المجد السليب!
لك أن تتخيّل كيف سيدلف «الفاتح» إردوغان هذا اليوم إلى آيا صوفيا، وهو يتلبس شخصية محمد الثاني أو الفاتح الذي استولى على القسطنطينية أو إسلامبول (إسطنبول كما صارت لاحقاً)، عام 1453م... الصورة مرسومة بعناية جداً، لاستثارة المشاعر، وهو لاعب شعبوي بامتياز.
الرجل قال صراحة، في حفلة استعادة آيا صوفيا: «آيا صوفيا عاد مسجداً على النحو الذي أراده له فاتح إسطنبول». القرار ضرب الشعور المسيحي العالمي في الصميم، خصوصاً أبناء الطوائف الأرثوذكسية، والشرقية، وتعتبر روسيا اليوم، هي الحضن السياسي لهذه الطوائف، واليونان هي الحضن الروحي.
البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم، اعتبر أيّ تغيير في وضع آيا صوفيا سيتسبب في شرخ بين الشرق والغرب. اليونان رأت أن تركيا تخاطر بالتسبب في «فجوة وجدانية ضخمة» مع الدول المسيحية بتحويل مبنى كان محورياً للإمبراطورية البيزنطية الناطقة باللغة اليونانية وللكنيسة الأرثوذكسية.
دول أخرى مثل أميركا أدانت القرار، والاتحاد الأوروبي أيضاً، ومنظمة «اليونيسكو» الأممية قالت إن القرار التركي بخصوص آيا صوفيا «يقوّض القيمة العالمية» لهذا الصرح التذكاري العالمي.
مستشار مفتي مصر، إبراهيم نجم، في حديث لوكالة «تاس» الروسية قال: هذه محاولة من قبل الرئيس التركي لعرض نفسه بطلاً يزعم أنه يحمي المقدسات الإسلامية ويحيي عظمتها. ونلاحظ كل الإعلام الروسي، لمن يتابع، مستنفراً بسبب هذا القرار. الخطوة، هي استعراض شعبي من رجب طيب إردوغان، يغازل به قواعده الشعبية، وجماعاته المتدروشة له في العالم الإسلامي، لكنها خطوة خطيرة، والسبب أنها تتلاعب بورقة الشعور الديني الجمعي، المسيحي والإسلامي معاً، ونحن نعلم أن اللعب فوق خطوط الضغط العالي هذه... عادة، تحرق من يتقافز عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجب الثاني الفاتح للعجائب رجب الثاني الفاتح للعجائب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon