توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف حمى عبد العزيز العرب من البازار العثماني؟

  مصر اليوم -

كيف حمى عبد العزيز العرب من البازار العثماني

بقلم: مشاري الذايدي

اليوم أريد أنْ أحدّثكم عن واقعة تاريخية حدثت قبل أكثر من قرن، قبيل الحرب العالمية الأولى بقليل، بطلها الملك المؤسس للدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز آل سعود.
نجح الملك عبد العزيز مع رجاله في ضم إقليم الأحساء وكامل الشرق إلى الدولة السعودية وطرد الغزاة الأتراك منها، وقد جلب هذا النصر ضجة إقليمية بل دولية (لاحظ الحضور البريطاني بالمنطقة حينها)، فهو نصر استراتيجي كبير له ما له، بعدما نجح عبد العزيز في استعادة السيادة السعودية على شرق الجزيرة العربية والوصول إلى مياه الخليج العربي.
حينها جاء وفد صحافي يمثل جريدة «الدستور» البصرية العراقية، وهو من أصل نجدي، من مدينة عنيزة بالقصيم تحديداً، الصحافي هو (إبراهيم العبد العزيز الدامغ). وأجرى الحوار في العدد 56 عام 1913، وحديثه كان مركزاً على واقعة ضم الأحساء وترحيل عبد العزيز، بكل رفق واحترام، لعناصر الحامية التركية حتى أوصلهم محفوظين إلى البصرة.
هذا الحوار وهذه الجريدة النادرة، يحفظ للمرحوم د. عبد الرحمن الشبيلي، مؤرخ الإعلام السعودي، فضيلة الريادة البحثية عنه وعنها. وقد أورد المؤرخ المرحوم عبد الرحمن الرويشد في كتابه «قصر الحكم في الرياض... أصالة الماضي روعة الحاضر» هذا الحوار، مشيراً إلى ما رصده عبد العزيز من أخطاء الإدارة العثمانية الجسيمة، هذه الأخطاء التي وصلت إلى حد الاتجاه إلى التنازل عن السيادة على سواحل المنطقة لبريطانيا!
هذه النقطة الخطيرة هي غرضي من هذه الإلماحة التاريخية اليوم، ولندع بطل القصة يحكيها لنا. قال الملك عبد العزيز بالنص للصحافي القديم إبراهيم الدامغ، وهو يذكر أسباب سعيه السريع لضم إقليم الأحساء: «ثم جاءتني محاضر فيها تواقيع كثيرة من العلماء والوجوه قائلين: إن لم تسعفنا نضطر إلى ما لا تحمد عقباه، وفي تلك المطاوي سمعت أن الدولة تنازلت عن حقوقها في الخليج، وسواحله فاستندت حينئذ إلى ما لي من الحقوق الشرعية بمنزلة أساس (يقصد السيادة السعودية التاريخية على الشرق السعودي)، فبادرت إلى تلبية طلب الأهالي ليكونوا في حرز حريز من فتك أرباب الفساد فيهم وإبعاد الأجانب عن ديارهم».
المؤرخ السوري الشهير محمود شاكر، أشار إلى مؤتمر شارك فيه الملك عبد العزيز، وأمير الكويت مبارك الصباح، مع الدولة العثمانية عام 1914، ونتائج ذلك المؤتمر الذي تضمن اعترافاً عثمانياً بسيادة سعودية على نجد ومتصرفية الأحساء، مقابل اعتراف «صوري» بالتبعية العثمانية، ثم يعلّق شاكر فيقول:
«ويذكر أن ابن سعود قبل تلك الشروط تخلّصاً مما قد يقع بينه وبين العثمانيين، من مشاحنات وليتفادى نقمة الاتحاديين، وليقطع الطريق أمام أي محاولة بريطانية للسيطرة على ما تبقى من سواحل الخليج العربي، إذ إن الحكومة العثمانية بعد عقدها لهذه الاتفاقية لا يمكنها التنازل لبريطانيا عن الأحساء، إذا أصرّ البريطانيون على ذلك، كما فعلت في البحرين وقطر». (نقلاً عن كتاب- كتاب موسوعة تاريخ الخليج العربي، الجزء الثاني ص 498).
تعمّدت الإطناب في سرد التفاصيل، بما يسمح به المقام، لنقارن الحاضر بالماضي؛ كانت وما زالت البلاد العربية بالنسبة إلى الذهنية التركية - في صورتها الهجين بين القومية الطورانية وغطرسة «الباب العالي» - ورقة يلعب بها مع القوى الكبرى، وليست مكمناً للانتماء والولاء والفداء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف حمى عبد العزيز العرب من البازار العثماني كيف حمى عبد العزيز العرب من البازار العثماني



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon