توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايا الماضي: بريطاني يلاحق إبراهيم باشا

  مصر اليوم -

حكايا الماضي بريطاني يلاحق إبراهيم باشا

بقلم: مشاري الذايدي

يعرف المهتمون أن كتب الرحالة الأجانب التي اشتملت على ملاحظات ووصف أصحابها الجزيرة العربية، تعتبر من أثرى المصادر عن الحياة السياسية والاجتماعية والدينية بل والبيئية في بلاد العرب.
الرحالة أنواع، لكن غالبهم يأتون لتأدية مهام سياسية محددة، تبليغ رسالة أو إجراء مفاوضة أو استكشاف وضع. ومن هؤلاء مثلا الكابتن الإنجليزي لويس بيلي الذي اخترق نجد ووصل لجوهرتها «الرياض» وقابل الإمام فيصل بن تركي، جدّ الملك عبد العزيز، وقدم وصفاً ممتعاً لرحلته تلك ومجلس الإمام وصفاته، كان ذلك في الأيام الأخيرة من حياة فيصل، حيث توفي بعد رحلة بيلي بقليل وهو كفيف البصر عام 1865.
قبله كان هناك عسكري بريطاني آخر جال الجزيرة العربية من شرقها بالقطيف حتى غربها بينبع، مرورا بالدرعية، بعد أسابيع قليلة من سقوط الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، وتدميرها الوحشي على يد إبراهيم باشا وزبانيته عام 1818. إنه جورج فورستر سادلير، ضابط لفيلق الملكي البريطاني الـ47، ورحلته بصيف عام 1819. كانت الرحلة بتكليف من «حكومة بومباي» البريطانية في الهند، والغرض مقابلة إبراهيم باشا، من أجل: أولا المباركة له بنصره على السعوديين، وثانيا عرض التعاون معه لمحاربة القواسم بالخليج.
كتابه ترجم أكثر من مرة، وكما لاحظ المحقق والأديب السعودي عدنان العوامي كانت ترجمة سادلير حافلة بأخطاء في الأسماء والمواقع. لكن تظل تلك الرحلة من أهم الرحلات المبكرة.
الرجل طالع خراب الدرعية بعد حصوله بقليل وقدم وصفاً مثيراً عن الوضع السياسي والاجتماعي بشرق ووسط وغرب الجزيرة العربية.
من ملاحظاته المثيرة، وهو يصف مقابلته مع الضابط التركي التابع لإبراهيم باشا بحامية الأحساء: «هذا الضابط التركي الذي قابلني كان بعزلة تامة عن آراء الباشا ونياته (إبراهيم باشا) وأعتقد أن ثلاثة أعوام من الخدمة في منطقة مثل هذه البقعة الموحشة تؤدي في النهاية إلى إرهاق ولامبالاة؛ ولذا وجدت الجميع في انتظار أوامر الانسحاب».
ويضيف أيضا: «الوضع السياسي في المنطقة يختلف في الواقع عما تذكره التقارير التي كانت تصل إلينا في بومباي قبل مغادرتي إليها».
هذا الاختلاف في الواقع يكثفّه سادلير بهذه الخلاصة:
«على كل حال، فإن البدو في كل مكان يعتبرون الأتراك دخلاء وينتظرون مغادرتهم في أسرع وقت، بالمقابل يمارس الأتراك أسلوب العنف والأوامر الصارمة مع البدو رغم كره هؤلاء لهذا النوع من المعاملة». (رحلة إلى الجزيرة العربية، جورج ف. سادلير. ترجمة عيسى أمين. سلسلة كتاب البحرين. ص67 و68).
يوميات مثيرة تلك التي دونها الضابط البريطاني سادلير قبل قرنين من الزمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي بريطاني يلاحق إبراهيم باشا حكايا الماضي بريطاني يلاحق إبراهيم باشا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon