توقيت القاهرة المحلي 23:10:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منظمة الصحة العالمية... هل هي نقية؟!

  مصر اليوم -

منظمة الصحة العالمية هل هي نقية

بقلم: مشاري الذايدي

تأملوا في هذا العنوان، المانشيت، الصحافي الكبير الذي نشره موقع «سي إن إن» الأميركي الشهير قبل يومين: «منظمة الصحة العالمية تدعم احتجاجات أميركا وتوجه نصائح للمتظاهرين». وفي بعض تفاصيل هذا الخبر العجيب نجد هذه الفقرة نقلاً عن الأمين العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم:
«تدعم منظمة الصحة العالمية الحركة ضد العنصرية حول العالم، ونحث جميع المتظاهرين حول العالم على القيام بذلك بشكل آمن... عقموا أيديكم، غطوا أفواهكم عند السعال، وضعوا الكمامة إذا شاركتم في الاحتجاجات».
المشاهد لجموع المتظاهرين الصاخبين في الشوارع الأميركية والأوروبية، من المؤكد أنه لا يرى التزاماً بهذه النصائح المكررة بشكل نمطي، فالأكتاف بالأكتاف والعناق والتلاصق، بل الاعتداء الجسدي على عناصر الشرطة ومحلات الناس العادية... هو المشاهد.
هل يظن الدكتور تيدروس أن كلامه لدى هؤلاء الشبان والشابات وبعض المشردين «الهوملس» وبعض اللصوص، يؤخذ على محمل الجد؟!
كيف يخفى عليه هذا الحماس الشبابي التدميري الحانق ضد العالم، وهو نفسه كان عضواً قيادياً في الحزب الشيوعي الإثيوبي سابقاً، يعني تشرب هذه الثقافة ساطعة الغضب في شبابه المبكر والمتأخر؟!
التناقض يبلغ ذروته الكوميدية الميلودرامية في آن، من نوع الضحك المبكي أو البكاء الضاحك، حين تطلق منظمة الصحة العالمية، أول من أمس (الاثنين)، في اللحظة نفسها التي شجعت فيها مظاهرات اليسار العالمية، موجة تحذير وتخويف وترعيب شديد من فتح الاقتصاد وعودة الأعمال والحياة الطبيعية، بحجة قدوم موجة «كورونا» ثانية عنيفة!
هكذا بكل برودة وجه، في اللحظة نفسها!
الواقع أن نقد فساد وتسييس منظمة الصحة العالمية، متقدم لوصول السياسي والأكاديمي الإثيوبي، عضو الحزب اليساري الحاكم سابقاً، فثمة تقارير كثيرة سابقة لـ«كورونا» الحالية حذرت من المنظمة وأن المساهمات المالية تذهب لمزايا الموظفين ومصاريف رفاهية، أما الجهد العلمي فتتكل فيه المنظمة على جهود الباقين من دول ومراكز أبحاث وجامعات أو مؤسسات خيرية مثل مؤسسة بيل غيتس وزوجته ميليندا.
انتخب أدهانوم مديراً عاماً لمنظمة الصحة في مايو (أيار) 2017 بدعم صيني مؤثر، وحينها أطلق وعداً ساخناً، قال فيه: «أعاهدكم بالوقوف إلى جانب حق الفقراء في الصحة».
في ديسمبر (كانون الأول) 2019 وضع على الرف تحذيراً ورده من الحكومة التايوانية حول احتمال تفشي وباء خطير في إقليم ووهان الصيني، بحجة أن تايوان ليست عضواً في المنظمة ومعادية للصين!
وثمة تفاصيل مثيرة عن سيرة هذا السياسي والأكاديمي الإثيوبي في المقالة الضافية للباحث البحريني المعروف د. عبد الله المدني بعنوان «تيدروس أدهانوم... أكثر من الانحياز للصين»، نشرته صحيفة «الاقتصادية».
الخلاصة... هذه المنظمة ليست نقية الثوب لا من الفساد ولا من الإهمال ولا من السياسة... وليست نصائحها - نقولها لبعض وزارات الصحة في العالم - نصاً مقدساً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة الصحة العالمية هل هي نقية منظمة الصحة العالمية هل هي نقية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon