توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايا الماضي: يوم الحصى تمر!

  مصر اليوم -

حكايا الماضي يوم الحصى تمر

بقلم: مشاري الذايدي

اليوم تستمر «حكايا التاريخ» ونتحدث عن لوحة أخرى من لوحات التراث والتاريخ العربي، شرطنا بذلك أن يكون للحديث نافذة تفضي لباحة الماضي، تاريخاً وخيالاً، لتفرّسه من جديد اليوم.
ثمة مثل عامي عند أهل الجزيرة العربية، وهو قولهم:
«يوم كل شيء يحكي».
أورد هذا المثل العلامة السعودي الشيخ محمد العبودي، في كتابه الحافل عن الأمثال العامية، ثم علّق الشيخ محمد بالقول:
«أي عندما كان كل شيء من الحيوانات يتكلم».
ويتابع: «ذلك أن من خرافاتهم أن كل الحيوانات والطيور في قديم الزمان، كانت تتكلم كما يتكلم الإنسان. إلا أنها استعجمت بعد ذلك، وبقي الإنسان وحده القادر على الكلام».
ويخبرنا العلامة العبودي بأن هذا الأمر هو زعم قديم للعرب، وليس حادثاً مع العوام. قال الجاحظ: «كانت العرب تقول: كان ذلك إذ كل شيء ينطق».
وتعزيزاً لذلك نجد هذا النص الذي أورده اللغوي والأديب الثعالبي، عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز: «أما قولهم: أيام كانت الحجارة رطبة، وإذ كل شيء ينطق، فهما من الأمور التي يتداولها جهلة الأمم، وهو الظاهر بين أغفال العرب والعامة. هذا وأمية بن أبي الصلت - وهو من شعراء الجاهلية المعاصرين لفجر النبوة المحمدية - قال:
وإذ همْ لا لبوسَ لهم عراة وإذ صمّ السلام لهم رطاب
بآية قام ينطق كل شيء وخان أمانة الذئب الغراب»

أتذكر شخصياً أنني كنت أستمع لـ«سواليف» أي حكايات رجل من بلدة واقعة بعالية نجد، غرب الرياض، ثم سأله شخص عن زمن وقوع القصة، فردّ عليه: «سنة حنّا قطين على رغل... يوم الحصى تمر».
أي وقع ذلك بالعام الذي كنّا به بوقت الصيف الشديد بقرب مورد مياه اسمه «رغل»، وذلك بزمن قديم جداً حين كان الحصى تمراً. كناية عن عدم واقعية القصة.
يرجعنا ذلك كله للكسل البحثي بالجزيرة العربية - نستثنى أسماء قليلة مثل د. سعد الصويان، عالم الأنثروبولوجيا السعودي، بمؤلفاته الخاصة أو الموسوعات التي أشرف عليها - أقول يرجعنا ذلك للكسل البحثي والاستسهال في تقليب أوراق الهوية وتفحّص ملامح الثقافة، في الأمثال والحكايات والعادات، لأن في ذلك أولاً، خدمة «ضرورية» لتجذير الهوية الوطنية بعيداً في تربة الروح، وثانياً فيه إثراء وحيوية في تكثير المنابع التي يستقي منها المبدعون اليوم، بكتابة الروايات وتفجير الدراما، وتمكين الرسامين والموسيقيين وغيرهم من موارد ثرّة فوّارة لا تنقطع، منذ كان: يوم كل شيء يحكي. وكان الحصى تمر. وكانت الصخور رطبة. بآية قام ينطق كل شيء... إلى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي يوم الحصى تمر حكايا الماضي يوم الحصى تمر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon