توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايا الماضي: يوم الحصى تمر!

  مصر اليوم -

حكايا الماضي يوم الحصى تمر

بقلم: مشاري الذايدي

اليوم تستمر «حكايا التاريخ» ونتحدث عن لوحة أخرى من لوحات التراث والتاريخ العربي، شرطنا بذلك أن يكون للحديث نافذة تفضي لباحة الماضي، تاريخاً وخيالاً، لتفرّسه من جديد اليوم.
ثمة مثل عامي عند أهل الجزيرة العربية، وهو قولهم:
«يوم كل شيء يحكي».
أورد هذا المثل العلامة السعودي الشيخ محمد العبودي، في كتابه الحافل عن الأمثال العامية، ثم علّق الشيخ محمد بالقول:
«أي عندما كان كل شيء من الحيوانات يتكلم».
ويتابع: «ذلك أن من خرافاتهم أن كل الحيوانات والطيور في قديم الزمان، كانت تتكلم كما يتكلم الإنسان. إلا أنها استعجمت بعد ذلك، وبقي الإنسان وحده القادر على الكلام».
ويخبرنا العلامة العبودي بأن هذا الأمر هو زعم قديم للعرب، وليس حادثاً مع العوام. قال الجاحظ: «كانت العرب تقول: كان ذلك إذ كل شيء ينطق».
وتعزيزاً لذلك نجد هذا النص الذي أورده اللغوي والأديب الثعالبي، عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز: «أما قولهم: أيام كانت الحجارة رطبة، وإذ كل شيء ينطق، فهما من الأمور التي يتداولها جهلة الأمم، وهو الظاهر بين أغفال العرب والعامة. هذا وأمية بن أبي الصلت - وهو من شعراء الجاهلية المعاصرين لفجر النبوة المحمدية - قال:
وإذ همْ لا لبوسَ لهم عراة وإذ صمّ السلام لهم رطاب
بآية قام ينطق كل شيء وخان أمانة الذئب الغراب»

أتذكر شخصياً أنني كنت أستمع لـ«سواليف» أي حكايات رجل من بلدة واقعة بعالية نجد، غرب الرياض، ثم سأله شخص عن زمن وقوع القصة، فردّ عليه: «سنة حنّا قطين على رغل... يوم الحصى تمر».
أي وقع ذلك بالعام الذي كنّا به بوقت الصيف الشديد بقرب مورد مياه اسمه «رغل»، وذلك بزمن قديم جداً حين كان الحصى تمراً. كناية عن عدم واقعية القصة.
يرجعنا ذلك كله للكسل البحثي بالجزيرة العربية - نستثنى أسماء قليلة مثل د. سعد الصويان، عالم الأنثروبولوجيا السعودي، بمؤلفاته الخاصة أو الموسوعات التي أشرف عليها - أقول يرجعنا ذلك للكسل البحثي والاستسهال في تقليب أوراق الهوية وتفحّص ملامح الثقافة، في الأمثال والحكايات والعادات، لأن في ذلك أولاً، خدمة «ضرورية» لتجذير الهوية الوطنية بعيداً في تربة الروح، وثانياً فيه إثراء وحيوية في تكثير المنابع التي يستقي منها المبدعون اليوم، بكتابة الروايات وتفجير الدراما، وتمكين الرسامين والموسيقيين وغيرهم من موارد ثرّة فوّارة لا تنقطع، منذ كان: يوم كل شيء يحكي. وكان الحصى تمر. وكانت الصخور رطبة. بآية قام ينطق كل شيء... إلى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي يوم الحصى تمر حكايا الماضي يوم الحصى تمر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon