توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل التراث: شيخ الأزهر ومحمد الخشت ورضوان السيد

  مصر اليوم -

جدل التراث شيخ الأزهر ومحمد الخشت ورضوان السيد

بقلم: مشاري الذايدي

جدل مثير، قديم جديد، ذلك الذي ثار بمصر وفي الإعلام العربي تقريباً، بين شيخ الأزهر الشيخ د. أحمد الطيّب، ورئيس جامعة القاهرة د. محمد عثمان الخشت، في حوار بندوة نظمّها الأزهر في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي.
المفارقة أن الجدل جاء في أحشاء مؤتمرٍ كبيرٍ أقامه الأزهر عن «التجديد» بين ناقد التراث محمد عثمان الخشت، وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، وغيره، حول دور التراث، ومسألة نقده والعلاقة به وصلاً أو فصلاً.
بكل حال، هذا الجدل ليس جديداً، بل يكاد يكون هو السؤال المركزي، سؤال الأسئلة، في الثقافة العربية والإسلامية منذ نحو القرن ونصف القرن، بل أكثر، غرست بذوره في البداية بالقارة الهندية؛ حيث كانت دولة المُغل الإسلامية أول الدول التي تسقط أمام سلطة «كافرة» وتواجه، ومعها مسلمو الهند، سؤالاً كبيراً حول الهوية والذات، وتفرع عن ذاك السؤال يمين ويسار ووسط هندي، في التعامل مع التراث، وولّد ذلك لدى الباحثين ما عرف بمشكلة «الإسلام الهندي».
انتقل الجدل لاحقاً لدى المسلمين والعرب بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع تواتر الهجمات الغربية «الإفرنجية» على ديار المسلمين والعرب، ومع بداية تيار الدستور الغربي في الدولة «العليّة» العثمانية، وسال في ذلك حبر كثير مثير غزير خطير.
من أهم المنشغلين بهذه القضية من المثقفين المسلمين الكبار اليوم، البروفيسور اللبناني رضوان السيد، ولديه، وما زال، إسهامات متميزة في هذا الجدل.
علّق في هذه الصحيفة، وهو على علاقة شخصية بالمتجادلين، محمد عثمان الخشت والشيخ أحمد الطيب، بمقالتين، يحسن الاطلاع عليهما.
مما قاله رضوان السيد، بعد خبرة السنين: «إن (أشكلة) التراث ونقده أو نقضه صار موضة لدى راديكاليي المثقفين، كما صار لعن العلمانية عقيدة لدى الإسلاميين».
لكنه بنفس السياق يؤكد أن «الإسلام السني والشيعي جسدٌ ضخمٌ، لكنّ رأسه صغير، بمعنى أنه ما ظهر علم كلامٍ جديد، وكان ضرورياً أن يظهر».
أفاض السيّد في مذاهب المثقفين العرب حول الموقف من التراث، وكذا الحركات السياسية، بين نابذ داع للقطيعة الكبرى، ومتبّنٍ بالمطلق لهذا التراث، ومتوسط بين الحالين. لكن السيّد يشير لمسألة مهمة، هي أن الفقهاء، الحذقة طبعاً، بالفعل أحدثوا تجديداً في مسائل العقيدة الإسلامية، دون أن يقصدوا ربما، أثناء ردّهم على جماعات الإرهاب الديني، وضرب الأمن والدولة، أو مهاجمي التراث العلمانيين، حول قضية المواطنة والعلاقات الدولية والعلاقة بالطوائف والمرأة... إلخ.
يختم رضوان السيد بعبارة مؤثرة، إذ قال: «أنا قارئٌ وباحثٌ قديم في النص التراثي، وسأبقى كذلك. سأبقى محباً للغزالي والأشعري وابن تيمية وابن عربي والطبري والمتنبي على اختلاف ما بينهم، وإلا فكيف أكون عربياً مسلماً؟».
هكذا تحدث الأستاذ الكبير، أو هكذا حاولت كبسلة كلامه، لكن هل يجوز وضع أسئلة واستطرادات على هامش كلام رضوان في جدل التراث؟
للحديث بقية...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل التراث شيخ الأزهر ومحمد الخشت ورضوان السيد جدل التراث شيخ الأزهر ومحمد الخشت ورضوان السيد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon