توقيت القاهرة المحلي 07:29:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجمع الضرر في كوالالمبور

  مصر اليوم -

تجمع الضرر في كوالالمبور

بقلم: مشاري الذايدي

مبادرة تعثرت في نفسها قبل أن تمشي أولى خطواتها العلنية، تلك هي قمة كوالالمبور الماليزية، وهدفها تكوين كيان «بديل» لمنظمة التعاون الإسلامي، يجمع في عضويته الدول غير العربية، التي تحكم من قبل قيادات متشربة لأفكار الإسلام السياسي.
الداعي لهذه القمة هو الرئيس الماليزي، الشيخ، مهاتير محمد، ولكل مدقق، هو من نجوم السياسة لدى دعايات الإسلاميين العرب، وماليزيا نفسها في عهده الأول المديد، ثم عهد العودة الثاني، وما بينهما، هي قبلة لنشطاء «الإخوان» ومبادرتهم الاقتصادية والتعليمية، مثلاً لدينا الجامعة الإسلامية العالمية، التي كانت ترجمة أكاديمية لتخيلات الخطاب الإخواني حول المعرفة.
أما الضيف الخاص، فهو التركي رجب طيب إردوغان، فلم يخفِ وزيره للصناعة والتكنولوجيا التركي (مصطفى ورانك) في اجتماع عقد في العاصمة القطرية الدوحة ضمن التحضيرات المتعلقة بقمة كوالالمبور، أن الهدف تشكيل تنسيق خاص بين الدول المشاركة في منظمة مهاتير المبتدعة، وبناء تحالف جديد، وكان لافتاً كلام الوزير التركي عن بناء تحالف خاص مع ماليزيا المهاتيرية، من أهم بنوده: «تأسيس شراكة في المجال الإعلامي من أجل مكافحة الإسلاموفوبيا».
وكلمة الإسلاموفوبيا، لدى هذا الرهط من الأحزاب، تعني جماعة «الإخوان» وتفرعاتها السياسية والاجتماعية والعسكرية، وشرح ذاك سبق هنا، وسيلحق في مناسبات أخر.
غير أن المثير، وهو سؤال سبق طرحه، لماذا لم يعلن عن إيران مشاركة في هذا الحلف «الضرار» في البداية؟ لكن تركيا الإردوغانية وماليزيا المهاتيرية ما خذلونا، فقد حضر الرئيس الإيراني حسن روحاني القمة، مبتهجاً ومبشراً، وحضر معه أمير قطر تميم، الذي لم يحضر قمة الرياض الخليجية وذهب لرواندا الأفريقية، وفي اجتماعهما بكوالالمبور تبادلا التحية والثناء والإشادة والتضامن. لاحظ أن قمة الرياض الخليجية التي حضرها وفد قطر، شددت على وجوب التصدي للخطر الإيراني!
أهم دول مسلمة، غير عربية، إما تراجعت عن الحضور، كما اعتذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من عدم زيارة ماليزيا والمشاركة في القمة الخماسية، وإما انخفض تمثيلها كما تراجع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن الحضور وكلّف نائبه.
هل يعني هذا التقليلَ من خطر هذا التحالف الماليزي التركي القطري الإيراني بخططه وأهدافه الضارّة بالعرب، نعني العرب الذين يرفضون غزوات إيران وتركيا و«الإخوان»؟
طبعاً لا، غير أنه يجعل الحذر واجباً، والعمل قائماً بلا فتور، لتفتيت منتجات هذا التحالف «الضرار».
المستهدف من ذلك التجمع، غير الطيب، هو العرب، السعودية بقيادتها للتعاون الإسلامي الشرعي والمعتدل، واحتضانها لمؤسسته، ومصر بدورها الحاسم في التصدي لخطط تركيا و«الإخوان»، وطبعاً دولة الإمارات والبحرين، وحتى الساكتون المجاملين من العرب.
الموقف السعودي كان واضحاً في الحديث الهاتفي بين الزعيم الماليزي مهاتير محمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو أن «القضايا الإسلامية كلها يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي».
محاولة كوالالمبور، ليست سوى بداية، لكن مع اليقظة، ستضمحل كل هذه الأباطيل والأسمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجمع الضرر في كوالالمبور تجمع الضرر في كوالالمبور



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon