بقلم: مشاري الذايدي
في تحقيق للصحافي العراقي ميزر كمال نشره بموقع «درج»، تتبع حروب الملائكة والشياطين في العراق اليوم!
العراق بعد مرور 3 أشهر من الغضب الشعبي يحمل على كاهله دماء نحو 500 إنسان و17 ألف جريح، غير المفقودين والمخطوفين والمهددين.
العراقي العادي، والعراقية العادية، من أبناء بغداد وبابل والناصرية والبصرة، وأهم من ذلك: النجف وكربلاء، أقدس المزارات الشيعية في العالم، العراقي العادي والعراقية العادية من هذه الجغرافيا، هم من يطلب التغيير في العراق اليوم، وهم من يتهم كل الأحزاب الحاكمة بقتل الأمل في المستقبل، واحتراف الفساد والعمالة لإيران.
لكن هذه الأحزاب، بأموالها التي لا يفنيها الإنفاق! وأجنحتها العسكرية، وقنواتها الفضائية، مثلاً: قناة العهد لقيس الخزعلي والوفاق لنوري المالكي، وهلم جرّاً، وحسابات السوشيال ميديا، مجندة لحماية مصالح هذه الأحزاب وتخوين خصومها ولو كان الشعب العراقي كله.
بما أن «عقل» هذه الأحزاب عقل خرافي، وما أبشع الخرافة إذا امتزجت بالفساد، يصبح من العادي أن يطمح قادة هذه القوى الخرافية لتسخير الغيب والملائكة لهم في هذه المواجهة الكبرى مع العراقيين.
ينقل ميزر كمال عن صدر الدين القبانجي، وهو من قيادات المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يتزعَّمه آل الحكيم، من خلال عمّار، ينقل عنه قوله إنّ «الملائكة نزلت تدافع عن مرقد السيد محمد باقر الحكيم في مدينة النجف لحمايته من المتظاهرين». بينما الواقع يقول إن الذي قتل الناس هناك هم ميليشيا سرايا عاشوراء التابعة لمجلس الحكيم، وقتلت في ساحة ثورة العشرين بالنجف ما لا يقلُ عن 20 متظاهراً وأصابت أكثر من 300 آخرين.
الملائكة تضجّ بالشكوى إلى الرحمن الرحيم، من فعلات هذه الميليشيات الخرافية، ولا علاقة لها بمطلقي الرصاص فوق أسطح البنايات، عند جسور وساحات بغداد، ولا وشيجة بين الملاك وخاطف الصبايات البغداديات المتظاهرات.
هذا السلوك لدى جماعات الشر المتسربلة بالدين، ليس بدعاً من القول ولا جديداً، بل سنة مألوفة وجادّة مطروقة من قبل، فمن ينسى خرافات الفلسطيني الإخواني عبد الله عزّام عن الملائكة التي تتَّشحُ بالبياض وهي تقاتل مع الأحزاب الأفغانية، أو عن تضوّع جثث القتلى العرب وغير العرب أيام الحرب الأفغانية بعبير المسك الأذفر! ولست أعلم حتى اليوم، لماذا كان العطر فقط هو المسك؟!
السماء والملائكة وكل مصادر الخير، بريئة من أكاذيب الدجالين، والعدل الإلهي لن يتجاوز عن مظالم الأبرياء ودماء الضحايا التي تلوثت بها هذه العصابات، ولا عن دموع الثكالى التي انهمرت من جرائم العصابات الخمينية في العراق اليوم، ومن فظائع تنظيم «القاعدة» وتلميذ عزام، أسامة بن لادن، من قبل.
حاشا الملائكة النقية من هؤلاء.