توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا»... حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو!

  مصر اليوم -

«كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو

بقلم: مشاري الذايدي

مع خصوبة الخيال لدى صنَّاعِه، لا يُمكنُ لك تصوُّر الحدود التي يمكن الوصول إليها.
مصيبة اليوم، هي فيروس كورونا المخيف، الذي وُلِدَ في الصين وَرَضَعَ في كوريا وحَبَا في إيران، ومشَى في إيطاليا، ورَكَضَ في بقية المعمورة، من الولايات المتحدة، غرباً، حتى اليابان شرقاً، ومن أصقاع الشمال إلى صحارى الجنوب.
هو فيروس، سريع الانتشار، ما يقال حوله، جهلاً، أكثر مما يقال علماً، إلا من أهل الشأن طبعاً، وفي مقدمهم منظمة الصحة العالمية، لكن لست أعلم لم يؤثر بعض الناس الإصغاء إلى مصادر مجهولة أو جاهلة، عِوَضَ الأخذ عن أهل العلم، لأنَّ الطريق الراشد هو أنْ نسألَ أهلَ العلم إنْ كنَّا لا نعلم.
مقاطع فيديو، أو رسائل صوتية، أو صور أو غرافكيس أو نصوص، حول أصل الفيروس وطرق الوقاية أو الشفاء منه، عبر «واتساب» أو «تويتر» أو «فيسبوك»، ينتشر مثل الوباء نفسه، من أناس مجاهيل، لكنَّها - بأسف - تجد من يهشُّ لها ويبشُّ ويمنحُها طبلة أذنِه وثمرة فؤادِه.
غير أنَّ الأغرب من فتاوى المتطببين تجاه فيروس كورونا، هو هراء المتفيهقين والمتعالمين من مدخّني المؤامرات والمحاكات في الغرف المظلمات، ولا نعلم كيف تيَّسر لهؤلاء الجهابذة الاطلاع على همسات وخطرات الغرف المغلقة بين عتاة المتآمرين العالميين؟!
من يقول إنَّ فيروس كورونا تمَّ تصنيعه في معامل الأميركان بغرض قتل المنافس الصيني، ماديا ومعنوياً، ويُقال لك، ألا تنظر إلى الخسائر التي ألمَّت بالتنين الصيني، بالمليارات، ولن يفيقَ منه إلا بشقّ الأنفس، إنَّهم الأميركان، ألستَ تفهم يا هذا؟!
أما نظريات المؤامرات المتكررة عبر العصور، فهي عن عائلة روتشيلد، الأسطورية الثرية المهيمنة على البنوك والتمويل عبر العصور، وهذه العائلة الأوروبية اليهودية، هي المفضّلة لحاكة ونسَّاج المؤامرات في الوقوف خلف كل مصائب العالم عبر الدهور، بغرض تكديس المال، وإجبار الناس على الاقتراض منهم، في تدوير حديث للأدبيات الأوروبية اللاسامية عن تاجر مسرحية «البندقية شايلوك» الشهيرة، مثلاً.
نعم، تخيَّل بعد كل هذه القرون، ما زالت عائلة روتشيلد، حاضرة في خيالات الكاشفين الأفذاذ للمؤامرات الشيطانية المحاكة ضد البشر الأبرياء.
غير أنَّ هذا الفريق من منتجي ومروجي المؤامرات، إن كان المتآمر المخابرات الأميركية أو عائلة روتشيلد، لم يخبرنا: لماذا لم يوفر الفيروس الولايات المتحدة نفسها؟! حيث وصلَها كورونا، وأعلن الرئيس دونالد ترمب عن خطة وطنية للمواجهة؟!
هل كانت إدارة ترمب تريد تخريبَ إيطاليا، بؤرة الفيروس في أوروبا حالياً؟! أم كانت تريد ذلك عائلة روتشيلد اليهودية الأوروبية، ثأراً لابن عمهم شايلوك، تاجر البندقية، حتى ولو كان شخصية خيالية من نسج شكسبير؟!
المرض، لوحده، مصيبة جسدية كبرى، ليس بحاجة لمصائب عقلية أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو «كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon