توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا والجولان... حفلة مزايدة

  مصر اليوم -

تركيا والجولان حفلة مزايدة

بقلم: مشاري الذايدي

ثمة مثل عربي شهير قديم ذكرته كتب الأدب والأمثال، ومنها كتاب «مَجْمَع الأمثال» للميداني، يقول: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. يروى بصيغ مماثلة، مثل: أوسعتهم شتماً وراحوا بالإبل. وقد استعاره الشعراء، وتردد في نثر العرب وشعرهم، منذ الأزل حتى اليوم. وحسب شرح الشرّاح، فهو نتاج قصة حصلت في الجاهلية قبل الإسلام، سردها يطول هنا ويخرج عن سياق الحديث وسباقه.
قال الشاعر:
وصرتُ كراعي الإبل حين تقسّمتْ
فأوْدى بها غيري وأوسَعْتُهم سَبّا
من أجمل شروحات المثل التي تروق ما جاء عند الثعالبي في «التمثيل والمحاضرة» عن هذا المثل يضرب: «لمن ينكأ فيه عدوه، ولا يكون له منه إلا الوعيد». أما العالم والراوية أبو عبيد، فقال: «ومن أمثالهم المشهورة قولهم: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل، أي: ليس على عدوِّك منك ضرر أكثر من الوعيد بلا حقيقة»!
تذكرت ما قاله هؤلاء الأعلام وأنا أطالع هذه البطولات المجانية والعنتريات الجوفاء من القابضين على زمام الأمر التركي بخصوص قرار الرئيس الأميركي ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان «المحتل».
نقلت وكالة «الأناضول» التركية، وهي المنبر المفضل للعنتريات الإردوغانية، عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه الغضبة المضرية، أو العصمنلية المحدثة، حيث قال: «حتى الاتحاد الأوروبي أدان قرار البيت الأبيض، وذلك في الوقت الذي فضلت فيه بعض البلدان العربية الخائفة من إسرائيل والولايات المتحدة عدم توجيه أي انتقادات لترمب».
وذكر أن تركيا - وليست أي دولة عربية - أصبحت أول دولة ردَّت على قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
طبعاً، واضح المقصود من هذه الغمزات والهمزات واللمزات التركية؛ يعني من سيكون قصده غير مصر والسعودية والإمارات والبحرين؟
وكل هذه الدول مواقفها المدينة والرافضة للقرار الأميركي بشأن الجولان معلنة، فهل يريد الباشا التركي شيئاً آخر؟
ليته يجهر بهذا الشيء الآخر حتى يكون، مع رئيسه الأديب الأريب اللبيب، مصدر إلهام وقدوة صالحة للعرب المغضوب عليهم، تركياً.
هو شرح لنا حدود الغضبة العصمنلية، فكفانا شر التأويل، حيث أكد جاويش أوغلو البيان المبين، فقال إن «تركيا ستقوم باللازم في المحافل كافة، بما في ذلك الأمم المتحدة، ضد قرار ترمب المتعلق بالجولان».
جميل... وهل ستفعل الدول العربية، المهموزة المغموزة من قوم إردوغان، إلا هذا بالضبط، وربما أحسن منه وأنفع؟!
يعني لن يرسل إردوغان الجنود الانكشارية وعناصر الجندرمة لتحرير الجولان من المحتلين؛ سيغضب كلامياً، ويحتج دبلوماسياً، ويزأر إعلامياً. بارك الله فيه، وليذهب الإسرائيلي بإبل الجولان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا والجولان حفلة مزايدة تركيا والجولان حفلة مزايدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon