توقيت القاهرة المحلي 13:57:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والنيل... قضية حياة أو موت

  مصر اليوم -

مصر والنيل قضية حياة أو موت

بقلم: مشاري الذايدي

نهر النيل بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت، النيل هو مصر، ومصر هي النيل، لذلك شكَّل هذا «النهر الخالد» مكانة مركزية في الوجدان المصري عبر التاريخ، في كل العصور والديانات التي كانت عليها مصر من آلاف السنين.
وردت نصوص في احترام النيل في البردية الفرعونية الشهيرة، بردية الفلاح الفصيح، من عهد حكم الأسرة التاسعة.
وصف بالنهر المؤمن، وأنه من أنهار الجنة، وقال عنه صاحب «مروج الذهب» المؤرخ المسعودي: «نهر النيل من سادات الأنهار وأشراف البحار».
لذلك حين كتب الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل، بديعته «النهر الخالد»، وشدا بها الموسيقار محمد عبد الوهاب، كانت الأغنية تغرف من نبع المشاعر المصرية المتدفقة منذ فجر التاريخ مع جريان هذا النيل الأزرق.
حين بدأت الأزمة، منذ عدة سنوات، بين مصر وإثيوبيا، دولة المنبع للنيل الأزرق، كانت القضية بالنسبة للمصريين قضية أمنٍ قومي، وشرف وطني لا يُمسّ، فضلاً عن أنَّها فعلاً قضية حياة وموت بالمعنى الحرفي للكلمة.
حصة مصر من مياه النيل، تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة.
من هنا نفهم الموقف المصري الصلب والغاضب، من «انفراد» إثيوبيا، حسب الموقف المصري المدعوم من الجامعة العربية، ما عدا السودان، بالتصرف بمياه النيل، وكأن إثيوبيا، من خلال تخزين المياه في سد النهضة، على عكس المتفق عليه، تقدم نفسها بوصفها سيدة النيل. بيان الجامعة العربية المؤيد تحدث عن مصر و«حقوقها التاريخية في مياه النيل». واشنطن رعت الحوار بين مصر وإثيوبيا، لكن الأخيرة اتهمت أميركا بالانحياز لمصر، وعليه وصلت الأمور إلى هذا المضيق الحرج اليوم.
هل تصمت مصر، وتلين، في أزمة النيل وسد النهضة؟
لنقترب أكثر من حساسية هذه القضية مصرياً، أتذكر في بدايات الأزمة، أنْ قد دعت «نقابة الأئمة» في مصر، خطباء الجوامع لتوحيد إحدى خطب الجمعة، لإبراز «فضائل النيل»، منبهين إلى النصوص الدينية الواردة في مدح النيل.
معرفة قيمة النيل وضمان جريانه لأمن مصر، كانت قضية معروفة عبر التاريخ، حاول الأعداء العمل عليها.
أعظم الحملات البرتغالية، ذات الروح الصليبية، على بحار العرب، هي حملة القائد البرتغالي الكبير ألفونسو البوكيرك 1513، ومن أعظم فصول هذه الحملة اجتياز البوكيرك بأسطوله باب المندب بمدخل البحر الأحمر، بعد ضرب عدن وغيرها، مزمعاً الوصول لجدة، ثم المدينة النبوية، ومهاجمة مسجدها الأعظم، ويحدثنا التاريخ أنَّ الجزار البرتغالي هذا كان يعتزم غزو الهضبة الحبشية، وحبس النيل عن مصر.
الأزمة بين مصر وإثيوبيا خطيرة جداً، وقد تؤدي لما هو أكثر من الصدام السياسي والقانوني والإعلامي... وكما قيل بالعامة المصرية: «اللي يرشّني بالمية أرميه بالنار».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والنيل قضية حياة أو موت مصر والنيل قضية حياة أو موت



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon