توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نحن أقوياء في الدراما... التاريخية خاصة؟

  مصر اليوم -

هل نحن أقوياء في الدراما التاريخية خاصة

بقلم: مشاري الذايدي

الجدل الذي يرافق دوماً الأعمال الفنية التاريخية، عالمياً، بشكل أخصّ عندنا في منطقة الشرق الأوسط، يكشف إلى أي درجة هذا التاريخ هو الحاضر الغائب والقديم الجديد والشاهد الدائم، بل يكشف كم هو التاريخ كائن حي يتنفس ويتحدث ويرضى ويغضب بل ويتشكل بأشكال جديدة كل آن وحين.
درجت الدعاية التركية في العهد الإردوغاني على توظيف الدراما لترويج وجهة النظر التركية بطبعتها «العصمنلية» في العالم العربي، وغير العربي، لنقل في العالم العثماني القديم، مثل المناطق الإسلامية في البلقان والجنوب الأوروبي الشرقي كما في بعض مناطق العالم التركي القديم.
غير أن الجديد في العقد الأخير من السنوات هو تحول الدراما التركية العصمنلية لوضعية الهجوم الشامل على المنطقة العربية، أولاً من خلال ترويج بطولات الأمن التركي المعاصر، بنسخة تشبه نسخة العميل البريطاني السري جيمس بوند، من خلال المسلسل المسهب «وادي الذئاب» ثم التحول لاحقاً نحو النبش والتقليب في التاريخ التليد، منذ مؤسس السلالة العثمانية «أرطغرل بيك» الذي صنعوا عنه عشرات الحلقات ونصبوها على منصة «نيتفلكس» الشهيرة التي يقبل عليها متفرج العصر الحديث، مع نظيراتها من منصات البث الجديد، ثم مسلسل خاص عن «الفاتح»، وكلها مقاربات منحازة بشكل جلي للجانب العثماني «الحديث» من الراوية مع «تحابيش» بصرية وموسيقية مرفوقة بأزياء وإكسسوارات تعبوا عليها كثيراً.
لم نجد رداً عربياً على ذلك، مع استثناءات يسيرة مثل مسلسل «ممالك النار» الذي حاول تقديم الرواية المصرية «الوطنية» الحديثة لكيفية الاقتحام العثماني لأرض مصر قبل قرون في عهد سليم ياووز، والعجيب الذي يكشف خطورة التغلغل العالمي التركي العصمنلي «الحديث» هو حيرة صانعي العمل في كيفية وضع المسلسل على منصات البث الشهيرة مثل «نتفليكس»، ومعنى ذلك أن النفوذ الدرامي التركي العالمي استثمر كثيراً في علاقاته العالمية، هذا إن لم نتحدث عن تآزر مقصود مصنوع بوعي تام، يرجعنا إلى التحالفات السياسية العالمية التي نرى بصماتها كل حين علينا، في كل مجال، ومن ذلك مجال القوة الناعمة.
قبل أو مع تركيا حاولت إيران الخمينية الاستثمار في هذا الميدان من خلال أعمال لا بأس بها من الناحية الشكلية، بل وصدّرت خبرتها لأتباعها مثل «حماس» الخمينية - الإخوانية التي أفادت من الصناعة الإيرانية الفنية، كما رصد ذلك خبراء عن مسلسل رمضاني يعرض هذه الأيام مصنوع في غزة، كله تمجيد في «حماس» على طريقة الدعاية الإيرانية الخمينية.
الحرب تكسب نصفها أو أكثر من نصفها في الميديا والفنون، لذلك فالرد العربي وغير العربي المتضرر من غزوات الخمينية والإردوغانية، ما زال ضعيفاً هزيلاً:
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً / كنقص القادرين على التمام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن أقوياء في الدراما التاريخية خاصة هل نحن أقوياء في الدراما التاريخية خاصة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon