توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس غضباً من أجل السود... بل من أجل الأوبامية!

  مصر اليوم -

ليس غضباً من أجل السود بل من أجل الأوبامية

بقلم: مشاري الذايدي

سارعت «الدولة» الأميركية لإدانة جريمة مقتل الرجل الأميركي الأسود جورج فلويد في مدينة مينيابوليس على يد شرطي أبيض، وتعامل معها الرئيس دونالد ترمب على المستوى الفيدرالي وأحالها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، تعبيراً عن أقصى درجات التعامل الرسمي العالي مع الواقعة المحزنة.
خرجت بعد مقتل المسكين - مهما كان جرمه إن كان له جرم - مظاهرات في عدة مدن، تضامناً مع الضحية، ومطالبة بتحقيق العدل، والأمر إلى هنا يعد ضمن التقاليد الأميركية المدنية، وهي ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المجتمع الأميركي للسود للتعبير عن مطالبهم ومظالمهم.
الجديد في القصة هو السعي المحموم لتوظيف الحادثة من معسكرات اليسار الجديد بكل درجاته، من الأوبامي إلى اليسار الفوضوي، أي «الكافر» بمؤسسات الدولة أو بالتعبير المعروف «الأناركيين» أنصار الفوضى وهدم المؤسسات كلها... سعيهم لـ«هدم» الإدارة الحالية للدولة، كلها، وشطب أي قضية أو موضوع آخر، ما عدا موضوع ضحية مينيابوليس!
الغريب أن نفس الميديا اليسارية المتشنجة ضد ترمب، كانت تهاجم سياسات الانفتاح الاقتصادي «التدريجي» التي انتهجها ترمب بعد مرحلة عزل «كورونا»، بحجة أنه يفضّل المال على حياة الإنسان - كأن العمل والوظائف ليست من حياة الإنسان! - نفس هذه الميديا، تشجع اليوم «التدفق» الشعبي إلى الشوارع والمظاهرات بحجة الغضب من الشرطة والدولة... حسناً، أين ذهبت قبل يومين حملات الهجاء لترمب بسبب ميله إلى عودة العمل والدوام والانفتاح؟!
يزول هذا التناقض لديك عندما تعلم أن بوصلة الميديا الأميركية «الأوبامية» ليست صون الناس من «كورونا»، ولا تحقيق العدالة لضحايا الشرطة، بل تأجيج أي أمر من شأنه إنهاء العهد الأميركي الحالي وتدميره وتخريبه... يعني على طريقة المثل العربي الشعبي: يا فيها... يا أخفيها!
بالمناسبة وصف الرئيس ترمب حوادث التخريب والحرق والاعتداءات الحالية بحجة الحصول على حق جورج فلويد، بأنها جرائم هو الآخر لا علاقة له بجريمة مقتل فلويد، فهي جرائم جنائية، مغلّفة بورق سياسي يساري فوضوي موجّه ومقصود... وهذا الوصف ليس محصوراً بالجمهوري ترمب، بل رأينا حاكم ولاية مينيسوتا الأميركية، الديمقراطي الليبرالي، تيم والتز، يعلن أنه يعتزم حشد الحرس الوطني بالولاية، علماً بأن الرئيس ترمب قد وبّخه على تقاعسه في تنفيذ هذا الإجراء.
هل هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الأمور في أميركا؟! ألم يحصل في عهد محبوبهم أوباما، الأسود، حوادث مثيرة وخطيرة ضد الأميركان السود؟! مثلاً:
2012 أطلق رجل شرطة أبيض في ولاية فلوريدا النار على مايكل براون، شاب أسود (17 عاماً)، بينما كان في طريق العودة إلى منزله بعد شراء حلوى، في نفس توقيت استعداد أوباما لتولي فترة رئاسية ثانية... ولم يحصل شيء... بل تم «إسقاط الدعوى» عن الشرطي الأبيض دارين ويلسون، في حادث عُرف بحادث «الموت خنقاً»، يعني نفس طريقة موت جورج فلويد في مينيابوليس!
وقتها نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المدعي العام بديترويت قوله: «عندما انتُخب الرئيس باراك أوباما أصبحت العنصرية أكثر علنية».
لو كان أنصار الحقوق السوداء أصدق، لغضبوا - بل خرّبوا - في عهد أوباما أضعاف ما يحصل اليوم... الأمر كله مجرد ذريعة سياسية غوغائية مخدومة من الميديا الأميركية اليسارية والسوشيال ميديا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس غضباً من أجل السود بل من أجل الأوبامية ليس غضباً من أجل السود بل من أجل الأوبامية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon