توقيت القاهرة المحلي 10:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»

  مصر اليوم -

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»

بقلم: مشاري الذايدي

لكل منّا، قبل محنة «كورونا»، عاداته الوقتية، التي تبرمج عليها، بل تبرمج جسده عليها، حتى في أدقّ تفاصيلها: متى تحتسي قهوتك، متى تشاهد التلفزيون، متى تنهض من فراشك، متى تقوم برياضتك اليومية، مواعيد وكميات طعامك، متى تجالس أسرتك، كيف ومتى تتواصل مع أصدقائك، ولدى البعض متى يحين موعد السفر الأسبوعي أو الشهري أو الربع سنوي مثلاً.
كل هذه المواعيد، مرتبطة بساعة وقتك التي تكيّفت عليها، وهي كذلك، بحيث صار لكل منّا، رجلاً أو سيدة أو طفلاً أو كبيراً، ساعته الوقتية الخاصة.
هذا الأمر له أثر كبير على الصحة النفسية والجسدية كما يقول الخبراء، وفي تحقيق نشرته «بي بي سي» عن الإحساس بالوقت جاء فيه نقلاً عن مارك ويتمان الأخصائي النفسي بمعهد «أي جي بي بي» لعلم النفس والصحة النفسية في ألمانيا، أنه ليس من السهل أن نفقد الوعي الفطري بالوقت، لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإحساسنا بذواتنا.
ويقول أندريه كلارسفيلد المختص في علم البيولوجيا الزمنية بجامعة باريس للعلوم والآداب، إن معظم الخلايا في الجسم تمتلك ساعتها المستقلة، وإذا اختل انسجام هذه الساعات، قد نعاني من مشاكل صحية عديدة.
الآن مع سياسات الحكومات العالمية، بتشجيع أو بإجبار أو شبه إجبار، للناس على لزوم بيوتهم، ضمن التدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» الذي عطس عطسته الكبرى في وجه البشر! كيف يعيد المرء تشكيل ساعته الوقتية، وكيف يعيد إحساسه بالزمن الجديد؟ زمن «كورونا»؟
لا بد أن لكل منا تجربته الخاصة هذه الأيام، سواء مع ذاته أو مع أسرته، الكبار منهم والصغار.. وهنا مكمن التحدي.
كل خبير عاقل، يؤكد على التفكير المنتج، غير الكئيب، في هذه الأيام، وقديماً قال حكماء العوام في الجزيرة العربية: إذا لم يطعك الزمن.. فأطعه!
إنها فرصة للتفكير في زراعة الوقت الفائض هذه الأيام ببذور المعرفة حتى تنبت ثمار الحكمة.
الأكيد أن تمضية الوقت بالقلق و«الوسوسة والهلوسة» هو آخر شيء يمكن أن يفيد المرء، المدمن على أخبار «كورونا» على شاشات الفضائيات أو مواقع الصحف أو حسابات تويتر أو رسائل واتساب.
خلاصة التعليمات الوقائية والأخبار الرئيسية، ستصلك - كن مرتاح البال - لن تغيب عنك، حتى لو كنت لا تريدها، وكما نصح الدكتور محمد هاني استشاري الطب النفسي لـ«العربية نت» العمل هو على: ضرورة الابتعاد عن متابعة الأخبار السلبية، والوسوسة في الوقاية بالنظافة، لأنها تؤدي للقلق والقلق يضعف المناعة النفسية والجسدية، والمناعة هي سلاحك الأول ضد الفيروسات والجراثيم.
الوقت قيمة عليا، ربما حان الوقت لاستثمار هذه الأيام بالحلو النافع، وقديماً كان الجادّون من الأسلاف، قبل عصر الميديا، يبالغون في الحفاظ على وقتهم. كما جاء في الكتاب اللطيف (قيمة الوقت عند العلماء) للراحل عبد الفتاح أبو غدّة، وفيه من الحكايات أن بعضهم: دخل على رجل من السلف، فقالوا: لعلنا شغلناك؟ فقال: أصدقكم، كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم! وكان جماعة قعدوا عند معروف الكرخي فأطالوا، فقال: إن ملك الشمس لا يفتر عن سوقها، فمتى تريدون القيام؟
كيف ستقضي هذه الأيام «المؤقتة» أخي الإنسان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا» عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon