توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»

  مصر اليوم -

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»

بقلم: مشاري الذايدي

لكل منّا، قبل محنة «كورونا»، عاداته الوقتية، التي تبرمج عليها، بل تبرمج جسده عليها، حتى في أدقّ تفاصيلها: متى تحتسي قهوتك، متى تشاهد التلفزيون، متى تنهض من فراشك، متى تقوم برياضتك اليومية، مواعيد وكميات طعامك، متى تجالس أسرتك، كيف ومتى تتواصل مع أصدقائك، ولدى البعض متى يحين موعد السفر الأسبوعي أو الشهري أو الربع سنوي مثلاً.
كل هذه المواعيد، مرتبطة بساعة وقتك التي تكيّفت عليها، وهي كذلك، بحيث صار لكل منّا، رجلاً أو سيدة أو طفلاً أو كبيراً، ساعته الوقتية الخاصة.
هذا الأمر له أثر كبير على الصحة النفسية والجسدية كما يقول الخبراء، وفي تحقيق نشرته «بي بي سي» عن الإحساس بالوقت جاء فيه نقلاً عن مارك ويتمان الأخصائي النفسي بمعهد «أي جي بي بي» لعلم النفس والصحة النفسية في ألمانيا، أنه ليس من السهل أن نفقد الوعي الفطري بالوقت، لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإحساسنا بذواتنا.
ويقول أندريه كلارسفيلد المختص في علم البيولوجيا الزمنية بجامعة باريس للعلوم والآداب، إن معظم الخلايا في الجسم تمتلك ساعتها المستقلة، وإذا اختل انسجام هذه الساعات، قد نعاني من مشاكل صحية عديدة.
الآن مع سياسات الحكومات العالمية، بتشجيع أو بإجبار أو شبه إجبار، للناس على لزوم بيوتهم، ضمن التدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» الذي عطس عطسته الكبرى في وجه البشر! كيف يعيد المرء تشكيل ساعته الوقتية، وكيف يعيد إحساسه بالزمن الجديد؟ زمن «كورونا»؟
لا بد أن لكل منا تجربته الخاصة هذه الأيام، سواء مع ذاته أو مع أسرته، الكبار منهم والصغار.. وهنا مكمن التحدي.
كل خبير عاقل، يؤكد على التفكير المنتج، غير الكئيب، في هذه الأيام، وقديماً قال حكماء العوام في الجزيرة العربية: إذا لم يطعك الزمن.. فأطعه!
إنها فرصة للتفكير في زراعة الوقت الفائض هذه الأيام ببذور المعرفة حتى تنبت ثمار الحكمة.
الأكيد أن تمضية الوقت بالقلق و«الوسوسة والهلوسة» هو آخر شيء يمكن أن يفيد المرء، المدمن على أخبار «كورونا» على شاشات الفضائيات أو مواقع الصحف أو حسابات تويتر أو رسائل واتساب.
خلاصة التعليمات الوقائية والأخبار الرئيسية، ستصلك - كن مرتاح البال - لن تغيب عنك، حتى لو كنت لا تريدها، وكما نصح الدكتور محمد هاني استشاري الطب النفسي لـ«العربية نت» العمل هو على: ضرورة الابتعاد عن متابعة الأخبار السلبية، والوسوسة في الوقاية بالنظافة، لأنها تؤدي للقلق والقلق يضعف المناعة النفسية والجسدية، والمناعة هي سلاحك الأول ضد الفيروسات والجراثيم.
الوقت قيمة عليا، ربما حان الوقت لاستثمار هذه الأيام بالحلو النافع، وقديماً كان الجادّون من الأسلاف، قبل عصر الميديا، يبالغون في الحفاظ على وقتهم. كما جاء في الكتاب اللطيف (قيمة الوقت عند العلماء) للراحل عبد الفتاح أبو غدّة، وفيه من الحكايات أن بعضهم: دخل على رجل من السلف، فقالوا: لعلنا شغلناك؟ فقال: أصدقكم، كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم! وكان جماعة قعدوا عند معروف الكرخي فأطالوا، فقال: إن ملك الشمس لا يفتر عن سوقها، فمتى تريدون القيام؟
كيف ستقضي هذه الأيام «المؤقتة» أخي الإنسان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا» عن الوقت الفائض في عزلة «كورونا»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon