توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا المستعربة بإسراف!

  مصر اليوم -

روسيا المستعربة بإسراف

بقلم: مشاري الذايدي

روسيا اليوم تكاد تكون دولة شرق أوسطية، عربية إسلامية، بسبب توغّلها المسرف في كل السوح العربية من سوريا إلى ليبيا.
روسيا البوتينية اليوم، لاعب رئيسي في القضية السورية، والقضية الليبية، والقضية الإيرانية، وغيرها من القضايا... لماذا حصل ذلك وكيف ومتى؟
الإجابة متشعبة في عمر الزمان القديم والحديث، ولا حاجة بنا للتذكير بأباطرة الروس الكبار، أيام ما كان أسلاف العرب والمسلمين يسمّون روسيا «بلاد المسقوف» من إيفان الرهيب إلى الإسكندر الأول ولاكاترينا العظيمة ولا نيقولا الأول والثاني، حيث كانت الأحلام الروسية بالوصول لمياه البحر المتوسط والسيطرة على مضائق البحر الأسود، والشعور بالمسؤولية الدينية الأبوية تجاه أرثوذكس العالم وحقوقهم في الأرض المقدّسة، فلسطين.
اليوم نجد سبباً حديثاً لهذا التمدد الروسي البوتيني، وهو سياسة الآفل الأميركي باراك أوباما التراجعية الانسحابية الرخوة، المغرية لذئب غابات التايغا الروسية، فلاديمير بوتين بالانقضاض... وقد كان.
لكن هل نجد سبباً آخر في هذه «الإلفة» الروسية للقضايا العربية الآسيوية منها والأفريقية؟ فيما كنت أستمتع بقراءة هذا الكتاب، وجدت هذا النص المثير، بلغة ذاك الزمان:
«نالت الروسيا مركزاً سياسياً ممتازاً في عهد إسكندر الأول، ولكنها بقيت رغم الثورة الفرنسية وحروب نابليون كأنها في قارة أخرى».
ونكمل معاً: «والواقع أن الروسيا كانت تعد بلاداً آسيوية أكثر منها بلاداً أوروبية، فهي لم تدخل في الجامعة الأوروبية إلا منذ استولت على بتروغراد وفنلندا ووارسو (بولندا) وكانت تختلف كثيراً عن أوروبا من حيث الحالة الاجتماعية، فبينما كان استرقاق المزارعين يتلاشى في أوروبا الغربية، كان لا يزال ثابت الدعائم في الروسيا، وبينما كانت أمم أوروبا تجدّ في إنشاء المصانع، كانت الروسيا تقتصر على الزراعة، وكانت الأراضي ملكاً للأشراف، والمزارعون ملكاً للأرض، أما الطبقة المتوسطة فمعدومة، وكان الإصلاح من الصعوبة بمكان، لانعدام الرأي العام، وللعزلة التي أوجدتها طبيعة البلاد». (من كتاب: تاريخ القرن التاسع عشر، وما يليه من حوادث حتى نهاية الحرب العظمى. تأليف محمد قاسم وحسين حسني. ص 152).
وهو بالمناسبة كتاب مرجعي بدأ مؤلفاه بالعمل عليه قبل ثورة 1919 وسافرا لهذا الغرض إلى عدة بلدان غربية، واعتمدا على مصادر أصلية وبحث شخصي، وصار الكتاب مرجعاً ضرورياً ومدرسياً، حتى إن لجنة الصناعة والتجارة المصرية، التي كان من أحد أعضائها إسماعيل صدقي باشا، أحد أبرز ساسة مصر في النصف الأول من القرن العشرين، اعتمدت على هذا الكتاب، ضمن مراجعها، في صياغة الوثيقة المصرية التي صارت بمثابة «دستور اقتصادي» للبلاد عدة عقود. كما قال مقدم الكتاب ومحقّقه طارق رضوان.
وعليه، فحين يحضر الروسي اليوم بغزارة وإسراف في المتون العربية والإسلامية، فربما هو: ليس غريب الوجه واليد واللسان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا المستعربة بإسراف روسيا المستعربة بإسراف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon