توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا المستعربة بإسراف!

  مصر اليوم -

روسيا المستعربة بإسراف

بقلم: مشاري الذايدي

روسيا اليوم تكاد تكون دولة شرق أوسطية، عربية إسلامية، بسبب توغّلها المسرف في كل السوح العربية من سوريا إلى ليبيا.
روسيا البوتينية اليوم، لاعب رئيسي في القضية السورية، والقضية الليبية، والقضية الإيرانية، وغيرها من القضايا... لماذا حصل ذلك وكيف ومتى؟
الإجابة متشعبة في عمر الزمان القديم والحديث، ولا حاجة بنا للتذكير بأباطرة الروس الكبار، أيام ما كان أسلاف العرب والمسلمين يسمّون روسيا «بلاد المسقوف» من إيفان الرهيب إلى الإسكندر الأول ولاكاترينا العظيمة ولا نيقولا الأول والثاني، حيث كانت الأحلام الروسية بالوصول لمياه البحر المتوسط والسيطرة على مضائق البحر الأسود، والشعور بالمسؤولية الدينية الأبوية تجاه أرثوذكس العالم وحقوقهم في الأرض المقدّسة، فلسطين.
اليوم نجد سبباً حديثاً لهذا التمدد الروسي البوتيني، وهو سياسة الآفل الأميركي باراك أوباما التراجعية الانسحابية الرخوة، المغرية لذئب غابات التايغا الروسية، فلاديمير بوتين بالانقضاض... وقد كان.
لكن هل نجد سبباً آخر في هذه «الإلفة» الروسية للقضايا العربية الآسيوية منها والأفريقية؟ فيما كنت أستمتع بقراءة هذا الكتاب، وجدت هذا النص المثير، بلغة ذاك الزمان:
«نالت الروسيا مركزاً سياسياً ممتازاً في عهد إسكندر الأول، ولكنها بقيت رغم الثورة الفرنسية وحروب نابليون كأنها في قارة أخرى».
ونكمل معاً: «والواقع أن الروسيا كانت تعد بلاداً آسيوية أكثر منها بلاداً أوروبية، فهي لم تدخل في الجامعة الأوروبية إلا منذ استولت على بتروغراد وفنلندا ووارسو (بولندا) وكانت تختلف كثيراً عن أوروبا من حيث الحالة الاجتماعية، فبينما كان استرقاق المزارعين يتلاشى في أوروبا الغربية، كان لا يزال ثابت الدعائم في الروسيا، وبينما كانت أمم أوروبا تجدّ في إنشاء المصانع، كانت الروسيا تقتصر على الزراعة، وكانت الأراضي ملكاً للأشراف، والمزارعون ملكاً للأرض، أما الطبقة المتوسطة فمعدومة، وكان الإصلاح من الصعوبة بمكان، لانعدام الرأي العام، وللعزلة التي أوجدتها طبيعة البلاد». (من كتاب: تاريخ القرن التاسع عشر، وما يليه من حوادث حتى نهاية الحرب العظمى. تأليف محمد قاسم وحسين حسني. ص 152).
وهو بالمناسبة كتاب مرجعي بدأ مؤلفاه بالعمل عليه قبل ثورة 1919 وسافرا لهذا الغرض إلى عدة بلدان غربية، واعتمدا على مصادر أصلية وبحث شخصي، وصار الكتاب مرجعاً ضرورياً ومدرسياً، حتى إن لجنة الصناعة والتجارة المصرية، التي كان من أحد أعضائها إسماعيل صدقي باشا، أحد أبرز ساسة مصر في النصف الأول من القرن العشرين، اعتمدت على هذا الكتاب، ضمن مراجعها، في صياغة الوثيقة المصرية التي صارت بمثابة «دستور اقتصادي» للبلاد عدة عقود. كما قال مقدم الكتاب ومحقّقه طارق رضوان.
وعليه، فحين يحضر الروسي اليوم بغزارة وإسراف في المتون العربية والإسلامية، فربما هو: ليس غريب الوجه واليد واللسان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا المستعربة بإسراف روسيا المستعربة بإسراف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon