بقلم: مشاري الذايدي
لم يضِف موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأخير ضد منصة «تويتر» الشهيرة على الإنترنت، جديداً، إلى سجل السجال الساخن بين ترمب وهذه المنصات، ومن خلفها الميديا التقليدية المنحازة إلى التيار الأوبامي.
خلاصة القصة، لمن لم يتابعها، أن الرئيس ترمب، نشر على صفحته الشهيرة بـ «تويتر»، تحذيرات من استخدام الآلية البريدية وخوفه من كونها ثغرة قانونية وتقنية قد يستفيد منها خصومه الليبراليون، بطبعتهم الأوبامية، في الانتخابات الوشيكة بعد أشهر قليلة.
في سابقة من نوعها، وسم موقع «تويتر» تغريدات ترمب هذه بأنها معلومات «مضللة»، ودلّت إدارة «تويتر» مطالعي تغريدات ترمب هذه إلى مواد صحافية تنافي كلام «تويتر»، وغير خافٍ على الجميع، أصلاً، انحياز معظم الشبكات التلفزيونية والصحف ضد ترمب، من قبل أزمة «كورونا»، من اليوم الأول الذي بان فيه قرب وصول ترمب للبيت الأبيض، حتى قبل أن يقسم قسمه الرئاسي.. هذا كله ظاهر معلوم.
من هنا نفهم الرد الترمبي على تصرفات إدارة «تويتر» العجيبة ضده وضد حزبه الجمهوري وأنصاره، وهم قسم كبير جداً من الشعب الأميركي هم من جعله يفوز بالمقعد الرئاسي من قبل.
ترمب لوّح بمسودة قرار للرئيس الأميركي، أنها تسهل محاسبة مواقع التواصل على المحتوى المنشور. وفي تغريدة جديدة الخميس، جدد الرئيس الأميركي موقفه هذا، قائلاً: «تبذل الشركات التقنية الكبرى كل ما في وسعها مسبقاً من أجل فرض رقابة على انتخابات 2020. إذا حدث ذلك فعلاً، فهذا يعني أننا جردنا من حيادنا»، وأضاف: «لن أدع ذلك يحدث أبداً! لقد حاولوا جاهدين في عام 2016، وخسروا (في إشارة إلى محاولة التأثير على الانتخابات ونتائجها). وها هم الآن يتصرفون بجنون تام».
هذا صحيح، يتصرفون بوضوح تام، يصل إلى درجة الجنون حسب رأي ترمب، لسبب مباشر وهو أن فوز ترمب بولاية ثانية يعتبر كارثة على كل هذا المعسكر الأوبامي «العالمي» الذي يقود حلفاً دوليا عابراً للدول والحدود، يشتمل على تيارات يسارية كثيرة، وجماعات «الإخوان المسلمين» وجماعات الخمينية (نتذكر دوماً دفاع جون كيري عن إيران وإلهان عمر عن إيران وقطر وتركيا.. مثلاً).
المعركة صارت على المكشوف، ومن يحصر الأمر بمزاج ترمب الساخن وأنه رجل أهوج... الخ يسطح الأمر ويتفّه المشكلة ويشخصن المعضلة.. لا... القصة أكبر، والخطر أعظم، والانتخابات الأميركية المقبلة، ستقرر مصير هذا الحلف الأوبامي الدولي لبضع سنوات... نحن مع من في هذه المعركة؟
بالمناسبة... رئيس «فيسبوك» الملياردير الشاب زوكربيرغ استشعر الخطر، وقال إن إدارة «تويتر» أخطأت بتصرفها هذا مع تغريدات ترمب.. ربما كان على زوكربيرغ نفسه تصحيح أخطائه هو شخصياً، ومنها تعيين الناشطة الإخوانية اليمنية المقيمة بتركيا.. توكل كرمان!