توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غورباتشوف... ممدوحاً ومذموماً

  مصر اليوم -

غورباتشوف ممدوحاً ومذموماً

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

رحل عن عالمنا قبل أيام، الشيخ التسعيني، ميخائيل غورباتشوف، هادم الاتحاد السوفياتي، حسب رؤية كثير من النخب الروسية القومية، وصديق الغرب والسلام الدولي، حسب رؤية قادة الغرب ونخبه. شخصية جدلية، رغم غيابه عن الفعل السياسي منذ عقود، لكن لحظة انهيار العملاق الروسي الاشتراكي المسمى الاتحاد السوفياتي، وانهيار جدار برلين، وهزيمة التكتل الشرقي العالمي، هي اللحظة التي سيختزل فيها مسار غورباتشوف، فقد ظلّت هذه اللحظة ساخنة مشتعلة حتى اليوم، لدرجة أن رئيس روسيا الحالي فلاديمير بوتين، قال في 2021 إن هذه اللحظة هي أخطر ما صار في القرن العشرين على روسيا. انعكس هذا الجدل حول شخصية غورباتشوف، في التعليقات التي أعقبت رحيله وكذا المواقف.

الكرملين، كان قد أعلن سابقاً بأن بوتين أعرب عن حزنه لفقدان آخر زعماء الاتحاد السوفياتي قبل أيام، لكن الكرملين عاد وأكد أن بوتين لن يحضر مراسم دفن ميخائيل غورباتشوف! بوتين سبق له أن وجّه انتقادات لسياسات غورباتشوف التاريخية، وكذا غورباتشوف سبق له أن وجّه انتقادات لبوتين «المستبد»، حسب رأيه، وانتقدت مؤسستُه - حيث لم يعد الرجل قادراً على الظهور والكلام - حربَ أوكرانيا مؤخراً، بحجج تبدو أقرب للنفس الغربي.

لكن غورباتشوف أيضاً أسدى المديح لبوتين في مواقف أخرى، معتبراً إياه ناصراً للدولة الروسية ومصالحها. لن نحتاج إلى استعراض مواقف الدول الغربية التي أشادت بالعجوز الروسي الذي هدم الصرح السوفياتي (الأمر المحزن لبوتين، لأسباب قومية لا عقائدية)، خاصة في هذا التوقيت الذي يتناطح فيه الغرب مع روسيا على المسرح الأوكراني. المهم صورة الرجل عند قومه في روسيا.

الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف قال عن غورباتشوف إنه «شخصية معقّدة للغاية ومتعددة الأوجه ومتناقضة في كثير من الأحيان. لكنّ هذا جزء من تاريخنا».سيرغي ناريشكين، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، رأى أن «غورباتشوف واجه تحديات خارجية وداخلية كثيرة لم يجد الرد المناسب لها»، منهياً عبارته - كما يرصد تقرير لـ«الشرق الأوسط» - بمقولة «حسابه عند ربه».

وكالة «نوفوستي» الحكومية، علّقت بهذا التعليق الكثيف على الدرس الذي يجب أن يتعلمه السياسيون «من دروس التاريخ التي صنعها غورباتشوف، وأن يكونوا أكثر ولاء لوطنهم».هناك طبعاً من له رأي إيجابي بالرجل، ومنهم الصحافي الروسي المشهور فلاديمير بوزنر، الذي ذكر أنه بفضل غورباتشوف: «الآن هناك حرية التعبير. بشكل عام، أصبحنا أشخاصاً أحراراً».كل ما قيل أو سيقال عن الرأي في هذا الرجل هو دليل على أن الأحداث التاريخية الكبرى، مثل سقوط الاتحاد السوفياتي الذي مضى عليه أكثر من 3 عقود، ستظل دوماً ترنّ أجراسها في سمع التاريخ، ورياحها تهب من كل الاتجاهات، مع وضد الذي صار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غورباتشوف ممدوحاً ومذموماً غورباتشوف ممدوحاً ومذموماً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon