بقلم: مشاري الذايدي
صارت واضحة جليَّة، مساهمة الجماعات الفوضوية اليسارية العنيفة في أحداث الشغب والتخريب الجارية حالياً بالولايات الأميركية، رافعة قميص الرجل الضحية، جورج فلويد. أصبحت علنية، وهدفها «تقويض» الدولة والمؤسسات.
الأمر استدعى استنفار الدولة الأميركية، ونزول قوات الحرس الوطني، وسبّب إحراجاً بليغاً لساسة الحزب الديمقراطي، نواباً وحكام ولايات، وأظهرهم بمظهر الرجال غير المؤتمنين على مصلحة الدولة العليا!
مَن هم أنصار الفوضى هؤلاء، دعك من اللصوص العاديين غير المؤدلجين، الذين يستغلون أجواء الفوضى... هؤلاء جناة من الصنف العادي.
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن جماعة بعينها تحترف الإرهاب اليساري، وهي جماعة «أنتيفا». اتهم ترمب «أنتيفا» واليسار الراديكالي بالتسبب بالفوضى في أميركا، وقال على صفحته بـ«تويتر»: «إنها (أنتيفا) واليسار الراديكالي. لا تلقي اللوم على الآخرين».
في تحقيق ضافٍ في «العربية نت» للزميل بندر الدوشي، جاء فيه: «(أنتيفا) هي اختصار لـ(مكافحة الفاشية)، اسم الجماعات المناهضة للعنصرية ذات الميول اليسارية المنضوية تحت الحزب الديمقراطي والتي تراقب وتتبع أنشطة النازيين الجدد المحليين. نمت الحركات من رحم السياسات اليسارية في أواخر الثمانينات. تقول عن نفسها إنها مناهضة للعنصرية، ومعادية للرأسمالية ولرهاب المثلية».
يقول مارك براي، وهو محاضر في دارتموث، ومؤلف كتاب عن «أنتيفا»، إن الجماعات «تنظم حملات تثقيفية، وتبني تحالفات مجتمعية وتنظم تدريبات للدفاع عن النفس لمواجهة أقصى اليمين». وتقول صفحة «روز سيتي أنتيفا» على «فيسبوك»: «نحن لا نعتذر عن حقيقة أن محاربة الفاشية عند بعض النقاط تتطلب تشدداً جسدياً».
لدينا جماعة تشبه جماعة «أنتيفا» اليسارية التخريبية، ولكن بنسخة نسائية، وهي جماعة «فيمن» النسوية FEMEN تقول عن نفسها إنها ضد ظواهر الذكورية والمؤسسات الدينية والتمييز الجنسي ورهاب المثلية (لاحظ تشابه الأهداف مع جماعة أنتيفا) تأسست المجموعة في أوكرانيا، ومقرها حالياً باريس. هذه الجماعة التحقت بهذه «الجبهة الفوضوية اليسارية العالمية»، ورأينا كيف قدّمت نساء «فيمن»، بصدورهن العارية حرفياً، خدمات جليلة إلى حلفاء اليسار العالمي، جماعة «الإخوان المسلمين»... تخيّل!
بتاريخ 30 أبريل (نيسان) 2014 أدَّت الناشطة التونسية ضمن جماعة «فيمن»، أمينة السبوعي، وقفة احتجاجية، أمام سفارة مصر في باريس، مع رفيقاتها عاريات الصدور، احتجاجاً على أحكام قضائية مصرية ضد متهمي «الإخوان المسلمين» ومطالبة بالإفراج عن رئيس الإخوان، محمد مرسي. خلاصة الأمر، التخريب الشوارعي الحالي في أميركا هو تعبير خشن «إرهابي» عن جبهة سياسية وإعلامية وفنية وثقافية عريضة تسوّغ لهؤلاء أو تخفّف من جرمهم، أو تلقي باللائمة على خصوم اليسار.
إنهم أخلاط وأمشاج بذرت وغرست في تربة العهد الأوبامي المظلم، وطرحت ثمرها الفاسد في هذه الأوقات، جبهة بها شاب يساري فوضوي أهوج عنيف، وبها فتاة من عاريات الصدور المجنونات، وبها ناشط خميني بربطة عنق غربية، وبها شاب «إخواني» أو شابة «إخوانية» ترطن بلغة غربية... بها كل هؤلاء الذين يجرون نحو الهدف نفسه.
«أنتيفا»... مجرد تعبير من تعبيرات هذا الشذوذ العالمي الكبير.