توقيت القاهرة المحلي 11:59:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح!

  مصر اليوم -

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح

بقلم: مشاري الذايدي

هي من المرات النادرة التي أساند فيها موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في الذبّ عن رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي الوقت نفسه الرئيس الحزبي (سابقاً) لباسيل، حزب «التيار الوطني الحر»؛ «التيار العوني» اختصاراً.
لكن بصراحة عجبت من سر هذه الهبة المضرية العونية الجبرانية على الترك، حول جدل مضى وانقضى من قرن وأكثر، بينما البلد الآن، وليس في أثناء الحرب العالمية الأولى بفجر القرن المنصرم، على كفّ عفريت، أو على كفّ «حزب الله» وإيران وإسرائيل.
تذكرت القصة التي تحكي عن أن كهنة بيزنطة كانوا منهمكين بنقاش مسألة جنس الملائكة، هل هم ذكور أم إناث، بينما كان العدو يتسلق أسوار المدينة!
في التفاصيل: أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان، أمس (الثلاثاء)، عن استدعاء السفير التركي لدى لبنان، هاكان تشاكل، لتبليغه احتجاجاً رسمياً على بيان الخارجية التركية، رداً على تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون ضد الدولة العثمانية! نعم، الدولة العثمانية التي انتهت من الوجود 1924 رسمياً، وماتت قبل ذلك بعقود أصلاً.
الرئيس عون كان قد وجه رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة تدشين احتفاليات الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، نشرت على حسابه بـ«تويتر»، ومما قاله فيها: «كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين، خصوصاً خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة».
الخارجية التركية، بقيادة الوزير مولود جاويش أوغلو رجل السلطان إردوغان في الدبلوماسية، صدر عنها بيان قاسٍ، قالت فيه إنها: «تدين بأشد العبارات، وترفض كلياً، التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة التي لا أساس لها عن الحقبة العثمانية، واتهامه للإمبراطورية العثمانية بممارسة إرهاب الدولة في لبنان».
كان لافتاً وكاشفاً تعبير بيان الخارجية التركية عن «اعتزاز الجمهورية التركية بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية». كما اعتبرت الخارجية التركية تصريحات عون عبارة عن «هذيان» و«تحريف للتاريخ» وخضوع للاستعمار.
كل المعركة، معركة الكلام طبعاً، بين جبران باسيل ومولود جاويش أوغلو «بلا طعمة»، لكنها تكشف عن خطورة السلطات التركية الحالية، المنقلبة على تراث «الجمهورية» التركية الكمالية، وانغماسها بأوهام المجد والتسلط العصمنلي. وهي، أي المعركة الكلامية - الدبلوماسية، تكشف عن هشاشة السلطة «الشرعية» اللبنانية، لأن الخطر الأكبر اليوم على لبنان ليس في تقليب ورق التاريخ، ولبنان الكبير، ومتصرفية لبنان، إلى غير ذلك من السرديات الكيانية اللبنانية الكلاسيكية، خصوصاً من معمل حكماء الكسليك، بل الخطر ماثل على لبنان الدولة نفسها اليوم، مع تسلق الأعداء على أسوار لبنان من خارج لبنان، ومن داخل لبنان أيضاً. تلك هي المسألة، وليست مسألة تحديد جنس الملائك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon